كتب :محمد علي حسن
أكدت الأجهزة الإستخبارية الإسرائيلية أن الحكومة المصرية، التي قامت في شهر يوليو من العام الماضي بعزل الرئيس المصري محمد مرسي، أسهمت إلى حد كبير جدًا في تعزيز الأمن القومي الإسرائيلي من خلال حربها على الحركات الإسلامية داخل مصر وتشديدها الخناق على حركات المقاومة في قطاع غزة.
وعرض المحلل العسكري رون بن يشاي تفاصيل جديدة عن مضامين التقدير الإستراتيجي حول الأوضاع الإستراتيجية لإسرائيل خلال عام 2014، الذي قدمته الأجهزة الإستخبارية لمجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر لشؤون الأمن “الكابينت” في الإجتماع الذي عُقد في مقر جهاز الموساد، وسط إسرائيل.
وفي تقرير نشره في الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية نوه بن يشاي إلى أن قادة الأجهزة الإستخباراتية الإسرائيلية امتدحوا بشكل كبير التحول الكبير الذي طرأ على سياسة الجيش المصري بعد عزل مرسي، وخصوصًا فيما يتعلق بتشديد الحصار على المقاومة في غزة.
وأشار التقرير إلى أن السياسة التي يتبعها النظام الإنتقالي الجديد، الذي عزل مرسي عن الحكم في مصر ضد المقاومة الفلسطينية في غزة قلصت من قدرتها على فتح مواجهة مع إسرائيل.
وأوضح المحلل إلى أن التقرير أوضح بشكل لا يترك مجالاً للشك أن قيام الجيش المصري بتدمير الأنفاق أسهم في منع المقاومة في غزة من التزود بالسلاح، مما دفعها للإعتماد على جهودها في تصنيع قذائف صاروخية لاستخدامها في حال اندلعت مواجهة مع إسرائيل.
وأكد بن يشاي أن التقرير ركز على أن الوضع الجيو استراتيجي لإسرائيل الذى قد تحسن كثيرًا بفعل الإنقلاب في مصر والتحولات في سوريا، حيث انشغل أكبر جيشين في العالم العربي في مواجهة الأوضاع الداخلية والتصدي لخصوم داخليين.
وتوقع التقرير أن يواصل الجيشان الإنشغال بقمع الخصوم السياسيين في العام القادم، مما يعني عدم التفرغ لتعزيز القوة العسكرية للبلدين، الأمر الذي سيكرس ميل موازين القوى الإستراتيجية لصالح إسرائيل. ونوه التقرير إلى أن التقاء المصالح بين إسرائيل والسعودية والدول الخليجية يمثل تحولاً يُسهم في تمكين تل أبيب من تحقيق الكثير من أهدافها.
كما لفت التقرير إلى دول الخليج والحكومة الإنتقالية في مصر تتقاسم مع إسرائيل تبعات مشاكل إستراتيجية، على رأسها: الحركات الإسلامية، وتراجع مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وتعزيز مكانة إيران الإقليمية المتوقعة.
وشدد التقرير على أن التزام نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتفكيك مخزون سوريا من السلاح الكيميائي يعتبر إحدى التحولات الإيجابية جدًا على الأمن القومي الإسرائيلي.
وأشاد التقرير أيضًا بالتعاون وبالتنسيق الأمني الذي تقوم به السلطة الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، والذي أسهم في تقليص قدرة المقاومة الفلسطينية للعمل، وتحديدًا في الضفة الغربية.