في إطار رصد الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية، فضلًا عن الطلب على السياحة المستدامة، فقد أصدرت شركة يورو مونيتور إنترناشيونال تقريرها حول مؤشر السياحة المستدامة، والذي أشار إلى أن ما يقرب من 80٪ من المسافرين سوف يدفعون ما لا يقل عن 10٪ أكثر مقابل ميزات السفر المستدام على الرغم من أزمة تكلفة المعيشة.
وجدير بالذكر أن شركة يورو مونيتور إنترناشيونال هي شركة بريطانية تم تأسيسها عام 1972 وتعمل في مجال أبحاث السوق الاستراتيجية، وتوفر معلومات عن الأسواق بتحليلها لكثير من المنتجات والخدمات من خلال مكاتبها الإقليمية الموزعة حول دول العالم، حيث تتواجد في أكثر من 80 دولة حول العالم.
ووفقًا للتقرير فإن 41% من المسافرين سوف يتعين عليهم الاستعداد لدفع أكثر من 30% تكلفة إضافية للسفر بحثًا عن المغامرة أو للسياحة البيئية وذلك وفقًا لبعض الاستطلاعات التي أجراها التقرير بخصوص مؤشر السفر المستدام حول العالم.
ومؤشر السفر المستدام هو مؤشر قامت بوضعه شركة يورو مونيتور إنترناشيونال لمساعدة الوجهات وشركات السفر على الانتقال إلى شكل أكثر مرونة من السياحة، والذي يأخذ في الاعتبار الآثار الإيجابية والسلبية، ويوازن بين البيئة والمجتمع والاهتمامات الاقتصادية. ويمكّن المؤشر البلدان من قياس أدائها عبر ركائز الاستدامة الرئيسة.
ويستخدم مؤشر السفر المستدام 56 مؤشرًا فرعيًا عبر سبع ركائز أساسية: البيئية والاجتماعية والاقتصادية والمخاطر والطلب والنقل والإقامة، وذلك لتحديد الأداء المقارن بين الدول من حيث السفر والسياحة المستدامين لـ 99 دولة من خلال إعطاء أوزان نسبية وفقًا لهذه الركائز.
وأشار التقرير إلى أن أوروبا تتصدر مؤشر السفر المستدام لعام 2023، حيث احتلت المراكز الـ 17 الأولى، حيث لا تزال السويد تحتفظ بالمركز الأول في المؤشر، تأتي بعدها فنلندا في المرتبة الثانية والنمسا في المركز الثالث.
وأوضح التقرير أن مصر وجزر المالديف هما البلدان الأكثر تحسنًا خلال السنوات الخمس الماضية في مؤشرات السياحة المستدامة، حيث تفوقت مصر على الأسواق الأخرى من خلال بناء سياحة مرنة، مدعومة بتعافيها بعد حظر السفر والتعافي من تداعيات جائحة كورونا، فضلًا عن زيادة متوسط الإنفاق لكل وافد بما أدى لزيادة القيمة المضافة للمجتمعات المحلية من خلال السياحة.
ويختتم التقرير بالإشارة إلى أنه يمكن للحكومات عقد شراكات مع الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الخضراء ونقل تطبيقاتها إلى مجالات السياحة والسفر من أجل الوصول لمستقبل سياحي أكثر استدامة.