أعتاد السكندريون علي رؤية الشحاذين من أطفال الشوارع وكبار السن أو غيرهم ممن يتوسلون إلي غيرهم لطلب المساعدة في مختلف المناطق، سواء كانت إشارة مرور أو علي أرصفة الشوارع، ولكن أصبح وجود شحاذين من جنسيات غير مصرية شئ غريب علي المواطن السكندري، لم يعتاد عليه من قبل.
” السوريون” هي كلمة السر التي إخترقت حياة السكندريين وأصبحت شبه مألوفة بشكل يومي، لطلب المساعدة بعد أن غدر بهم نظام بشار الأسد وإغتربوا عن وطنهم وتركوا كل مايملكون، ليتجهوا إلي مصر والإسكندرية وغيرها من المحافظات .
إنتشر الشحاذين السوريين تحديدا من الأطفال في منطقة ميامي، حيث يتسول الطفل عبر المقاهي الشعبية والكافيتريات ، حاملا جواز سفر الجمهورية العربية السورية ويقول” أنا سوري بدنا مساعدة” ويعرف الطفل من لغته ومظهره إذ يتعاطف معه المواطن سريعا، بينما تتجه الفتيات منهن إلي طلب المساعدة في المساجد منها القائد إبراهيم.
“نقطة تحول” كانت بمثابة القول الفصل في حياة السوريين داخل محافظة الإسكندرية، لاسيما في عهد المعزول مرسي، حيث انتشر السوريين في كل مكان ولكن هذه المرة كأصحاب محلات تتنوع ما بين محلات للملابس أو للطعام والعصائر ومفروشات للعرائس، مما أثار حفيظة كثير من السكندريين.
إذ يكتظ السوريون في مناطق ميامي وخالد بن الوليد والعصافرة بشكل كبير حيث يعملون في محلات الملابس المستعملة، والمحلات التجارية ذات الأنشطة المتعددة، إذ كون السوريون “عزوة” في المنطقة التي تعد مألوفة بالنسبة لهم وذات مصدر رزق خاصة في فصل الصيف.
بينما أخذ البعض الأخر من منطقة العجمي والهانوفيل ملجأ أخر بإعتبارها من المناطق الحيوية، وبها الكثير من الأنشطة التجارية وتمثل أيضا مصدر رزق ولكنها تتميز عن غيرها بإنخفاض القيمة الإيجارية للوحدة السكنية.
ورصدنا ان منحنى النشاط السوري في الإسكندرية بدء يرتفع مرة أخرى في الأونة الأخيرة، وعاودوا النشاط مرة أخري مجددا وبدء عدد كبير من السوريين يقطن الأماكن الحيوية والفارهة أيضا داخل محافظة الإسكندرية.
تقول” إفتكار،م” مواطنة سورية وتعيش في منطقة العجمي أن نظام الأسد شرد أسرنا، وجمعنا كل ما نملك هربا من الموت، مضيفة أن أسرتها توجهت إلي القاهرة ومنها إلي محافظة الإسكندرية وقطنت في منطقة العصافرة إلا الوحدة السكنية التي أستأجرتها كانت تكلفتها عالية مما أدي إلي تغيير مسكنها إلي منطقة العجمي.
وأشارت أن السوريون أقرانها يتجمعون في إحدي المقاهي الشعبية القريبة من منطقة العصافرة، لمساعدة بعضهم البعض لكنهم يساعدون فقط من يقطن بجوارهم ولا يسألون عن قاطني المناطق الأخري، لإن ذلك يمثل عبأ مالي كبير جدا عليهم قد لا يستطيعون تحمله.
وقال ” أحمد،ح” أن عدد كبير من السوريون المهاجرون إلي الإسكندرية حصلوا علي معونات أو ما يسمي بمعاش من جمعية كاريتاس مصر، ولكن من يحصل علي مبلغ مالي هم المهاجرون من العام الماضي ، أما العام الحالى فلم يدرجوا في جداول الجمعية.
وإستنكرت” أم رغدة” الشحاذة والتوسل لإنهما شئ مهين، والسوريون سيظلون أحرار إلي الأبد، ولديهم إستعداد أن يموتوا جوعا لكن الغربة من بلد إلي أخر هي التي دفعت بعضهم إلي ذلك.