من المألوف أن تسمع عبارة “الحاضر يعلم الغايب” في معرض ضمان أن تصل رسالة القائل للجميع ولأننا نختلف عن الآخرون فالرسالة لدينا أتت بصورة
معكوسة ، فبعيداً عن الإستفتاء ونتيجته يظل المشهد الأبرز والأهم هو عزوف الشباب عن المشاركة في (عرس الديموقراطية)كما لو كانوا عازفين عن حضور فرح بنت العمدة ولأن الشباب هم روح أي احتفال أو أفراح أو أعراس فإن غيابهم معناه الوحيد هو تحول العرس إلى حفل تأبين مهما بقيت المظاهر الإحتفالية للعرس ومهما زاد صخب الموسيقى أتى غياب الشباب ليوجة الرسالة واضحة أن الغائب هو من يعلم الحاضر فالرسالة من الغياب الملحوظ الذي لا ينكره إلا جاهل أو متجاهل كانت أقوى بكثير من كل وأي رسالة حاول النظام إرسالها من خلال الإستفتاء ونتائجة وأرقامه.
من صم أذنيه عن سماع هذة الرسالة أو أغمض عينيه عن رؤيتها والتصرف في ضوئها ستصله الرسالة من حيث يترفع هو عن التداخل معها ، الرسالة مفادها إحباط وعدم ثقة في المطروح حالياً كما هي عدم ثقة فيمن يقوم بالطرح وأن الطرح لا يتضمن إضافة الرسالة هي استنكار لما تسير عليه الأمور واستصغار لهيئة المنتفعين الغابرة ممن يحاولون العودة لصدارة المشهد ظناً منهم بأن الريح الحالية مواتية الرسالة هي إعلان فشل محاولات إعلام إبراهيم عيسى وأماني الخياط وأحمد موسى وعبد الرحيم علي في تسويق ما يروجون له من بضاعة يجب أن يدرك من بيدهم الأمر أن الشباب جيل أكثر وعياً وأسرع إدراكاً عمن سبقهم من أجيال تجاوزها قطار العمر وسبقها ركب الحضارة بسنين ضوئية فمن
لم يستوعب سرعة طفرات العصر والثورة المعلوماتية والتقنية لن يمكنه احتواء جيل الشباب بأساليب ووسائل نجحت في ستينيات القرن الماضي هو جيل لن يمكنك استمالته بخطابات عاطفية أو شعارات ضخمة فارغة من المضمون فهو جيل يجيد التمييز لكي تحتويه يجب عليك أن تتفهم مطالبه وأن يشعر بصدق رغبتك في الإصلاح وفي إخلاص نيتك في سبيل تحقيق مطالبه المشروعة وقتها فقط ستجد هذا الشباب قد تحمس وانتفض للوقوف معك كتفاً بكتف لمساعدتك حتى تساعده والشد من أزرك للإصلاح وسيثبت لك وقتها أنه بالفعل مستقبل وأن المستقبل هو أنضج وأوعى وأرحب رؤية وأوسع بصيرة من أي فعل ماضي يحاول حصار المستقبل ، حاولوا اللحاق بركب المستقبل بدلاً من محاولة إحتوائه كما حاول من سبقكم وإلا فالندم والحسرة هو مصيرنا جميعاً ولكم فيمن سبق ما يكفي من عبرة وعظة ، شكراً شباب مصر فمنكم يستمد الأمل وبكم تتجدد الحياة ومعكم سنبني وطناً يليق بكم وبنا