بعيدًا عن مكانة المرأة فى الأديان السماوية وحقيقة دور القيم فى حياتها الذى رسخه المولى عز وجل برحمته ليتوافق مع طبيعة المرأة ومكانتها وأيضا مكانة من يكون قيّم عليها حيث تم ربط القوامة بشرطين الأول الإنفاق والثانى التفضيل؛ والتفضيل هنا فسره العلماء بمعنى التقوى التي ﻻ يعلمها إﻻ الله ولكن مجتمعنا وكالعادة أخذ نصف الآية على طريقة “وﻻ تقربوا الصلاة” لنصل إلى موروث اجتماعي وثقافي مشوه وعنصري فتعيش المرأة فى مجتمعنا المليء بالتناقض والقهر بكل أنواعه على الرجل والمرأة لكن المرأة تعيش في قهر مضاعف؛ القهر الذي يتعرض له الرجل وقهر الرجل لها وقهر غيرها من النساء وقهرها لذاتها.
فى السابق وﻻ يزال حتى الآن فى بعض الأماكن يأتي القهر بمجرد الميلاد حيث أنها النوع غير المرغوب فيه ثم الموعد المحدد للقهر عبر العنف بالختان تحت دعوة “الطهارة والشرف” لتقع وهى طفلة فريسة لجهل الأسرة والمجتمع وتأتى فترة البلوغ يتم مطاردتها بكل السبل حتى تبذل كل ما في وسعها لإخفاء ملامحها وتفاصيلها تحت دعوة صيانتها وكانها ليست إﻻ قطعة من اللحم سينهشها كل من يراها وكلما كبرت الفتاة زادت مأستها، يأتى سن الزواج وحتى سن العنوسة الذي يمتد من حين لآخر لتتعرض إلى صخب من القهر اﻻجتماعي والأسرى لتسمع آﻻف المرات إلى السؤال الحجر “مافيش حاجة” قاصدين بذلك “مافيش عريس” حتى تدفع دفع للهروب من هذا الصخب ومعاناته إلى عمق المعاناة وتخصيصها بدلًا من المجتمع والأسرة إلى شخص واحد يأمر فيجاب دون النظر لحاجاتها أو حالتها أو نفسيتها أو غيره من ألم وأمل وحلم.
وإذا خرج الزوج من المشهد لأى سبب ﻻبد وأن يأتى آخر وفى بعض الأحيان يكون الإبن الذى غالبًا يكون مازال قاصر لكن من وجهة نظر المجتمع هو القيم “يعنى ياخد المصروف ويحكم ويتحكم”.
فتعيش المرأة منذ ميلادها وحتى مماتها تحت طوع القيم أيا كانت درجة تفكير أو غباء أو ثقافة أو جهل هذا القيم نسبة وتناسب إلى درجة علمها أو فكرها أو سنها
تتحمل كل ما يمارس عليها دون أن تستجير وإﻻ تبقى قليلة الأصل والتربية تصل حتى الإحساس بالصراخ بـ”لا صوت” لتهرب من قهر من حولها إلى قهر ذاتها فتكون حياتها الهروب من القهر إلى القهر. أما آن الأوان كما ثُرتي لبلدك تثوري على بلدك؟