قالت دراسة منشورة حديثُأ إن المسلمين في جنوب شرق أوروبا (البلقان) سكان أصليُّون شاركوا بفعالية في تشكيل الهوية الأوروبية وصناعة حضارتها، واجهوا في السابق -وما زالوا- مظالم وتحديات كبيرة في محيطهم الأوروبي العام المختلف عنهم دينيًّا وثقافيًّا، الرَّافض في أغلبه لهم أو للاعتراف باختلافهم عنه، ويُشَكِّك في نواياهم، فهم -بحسب إحدى التفسيرات الأوروبية الأكثر شيوعًا- “من مخلَّفات الإمبراطورية العثمانية”؛ التي يجب مسح كلِّ آثارها عن القارَّة الأوروبية “المسيحية”.
وذكرت الدراسة إن من التحديات الأخرى أمام المسلمين القدرة على الجمع بين الولاء الوطني وبين الولاء القومي المتداخل مع انتمائهم الديني، والجمع بين متطلَّبات أوروبا ذات المرجعية المسيحية مع متطلَّبات خصوصيتهم الدينية.
وتابعت الدراسة أن في السياق نفسه تشهد المنطقة عدَّة أنماط من التديُّن؛ تتراوح بين الانتماء التقليدي لثقافتهم الخاصة، وبين أنماط أخرى وافدة؛ كحالات التديُّن السلفية أو الحركية؛ فضلاً عن تعرُّضهم لمحاولات من التشييع مذهبيًّا أو التنصير دينيًّا.
ويسعى مسلمو البلقان ليكونوا مواطنين في بلدانهم الأوروبية مهما كانت الاختلافات، ويخشون أن تنتقل اختلافات العالم إلى مجتمعاتهم فتُضعفها؛ ليجمعوا ما بين وصف الأقلية والانقسام