لم يكن يدري المهندس محمد إدريس والذي كان قد انتهى من تمهيدي دكتوراة منذ أيام قليلة بأن ذهابه للقرية الكونية هو شهادة وفاته فقد اصطحب أسرته ضمن مجموعة كبيرة من جيرانه- من “حدائق الأهرام”، للترفيه عن أنفسهم بالقرية الكونية، والتي يطلق عليها مصر الصغرى، حيث إن بها نماذج مصغرة لكافة الآثار والمناطق السياحية بمصر.
بدأت القصة عندما حاول إدريس حاول إنقاذ زوجته وطفله الصغير -3 سنوات- من الغرق في مياه القرية إلا أن عمق النهر وقذارة المياه وعدم وجود وسائل أمان أو سلامة، وعدم وجود أفراد للإنقاذ من إدارة القرية، أدت إلى غرق هذا الشاب لتعود أسرته من دونه.
الأمر الذي سبب غضبا عارما عبر مواقع التواصل الإجتماعي ليتم إنشاء صفحة بعنوان “هنجيب حق محمد إدريس” لتصل إلى 20 ألف متابع في أقل من يومين.
وبعد مرور يومين من وقوع الحادث تداول مستخدمو “فيسبوك” فيديو صور لحظة غرق المهندس محمد إدريس.
روت السيدة ” عفاف عماد ” زوجة الضحية وأم لطفلة وطفل هما (نور الدين 3سنوات، وسما سنة وشهرين) قائلة :” وجدنا زحام شديد على كل المنشئات واﻷلعاب، لذلك قررنا ركوب الطفطف الذي يؤدى أيضا إلى منطقة المعابد، وهى عبارة عن نماذج مصغرة لمعابد اﻷقصر وأسوان ونهر النيل.
وبعد ذلك حاولنا ركوب الطفطف مرة أخرى ولكننا فشلنا في ذلك بسبب الزحام الشديد أيضا فقررنا التحرك قليلا بمحاذاة مجرى المياة، وهنا أنحنى ابني ليلتقط إحدى الحجارة من على اﻷرض، وعندها زلت قدمة وسقط مباشرة فى الماء، فصرخت بعدما نزل زوجي إلى المياه ﻹلتقاط ابنه، ولكني فوجئت بزوجي وابني يغطسان تحت الماء”.
وتضيف :”وجدت زوجى يحاول بأقصى ما يستطيع الوصول إلينا، وشعرنا فجأة بالغرق فنطقنا الشهادتين وشعرت حينها بالسعادة لأنى سأموت مع أكثر من أحبهم فى هذا العالم .
حتى نجح أحد الشباب فى انتشال الرجل وابني، وألقت لى سيدة بالجاكيت الذي كانت ترتديه فأمسكت بكمه وسحبت هي الكم اﻵخر حتى تمكنت من الخروج ثم ألتفت إلى زوجي في الماء فلم أجده.”
وتتابع “ولكن الناس منعوني وأخذت أبحث عن طوق نجاة أو حتى حبل فلم أجد وأخذت أصرخ كالمجنونة” حد ينزل يجيبلى جوزى.. جوزى في المية يا ناس.. يا محمد.. يا محمد.” ولا مجيب أخذت أبحث عن رجل إنقاذ أو حتى عامل.. فلم أجد.”
وفى مبادرة من أسرة سكان حدائق الأهرام أعلن رئيس مجلس إدارة صحاري الأهرام بأنه سيتم تسمية الشارع بإسم الشهيد محمد إدريس ووضع لافتات بذلك.
وروي أحمد عبد الجواد –صاحب شركة خاصة- الذي كان شاهد عيان على الواقعة المؤلمة في تصريحات نقلتها جريدة الأهرام أنه كان في الناحية الأخرى من النهر لحظة وقوع الحادث، وأنه شاهد طفلا صغيرا وهو ينزل إلى النهر ويندفع خلفه والده ثم والدته.
وأضاف ” توقعت أن المياه ضحلة وأن الأب سينقذ طفله الصغير والأمر ينتهي على خير، ولكن الأمر تطور وعلت الصرخات فنزلت إلى المياه وسبحت حتى الضفة الأخرى محاولًا إنقاذ الأسرة من الغرق حيث كانت الزوجة والطفل والزوج.
ويستطرد قائلًا:” بصعوبة خرجت من المياه حيث أن جنبات هذا النهر لزجة وناعمة وتتراكم عليها الطحالب الخضراء مما جعل قدماي تنزلق حتى استطعت الخروج من المياه، لأكتشف بأن محمد لم يخرج، وكانت صرخات زوجته مدوية وعويلها مؤلم.