محمد علي حسن
خلفت ثورة الخامس والعشرين من يناير زخما إعلاميا وردود أفعال رسمية فى مختلف دوائر صنع القرار حيث تكشف متابعة التصريحات الرسمية العالمية التي واكبت اندلاع الثورة المصرية عن حالات عالية من التقدير والإجلال للثورة المصرية وشبابها.
وفى السياق قالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أنه لأول مرة فى التاريخ نرى شعبا يقوم بثورة ثم ينظف الشوارع بعدها، و أفادت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن 30 ثانية وضعت نهاية حكم استمر 30 عاماً، في إشارة إلي المدة التي استغرقتها كلمة اللواء عمر سليمان النائب السابق للرئيس والذي أعلن تنحي مبارك، مهما يحدث بعد الآن فإنها بالفعل لحظة تاريخية مهمة، فقد أعادت ترسيخ مكانة مصر كقائدة للعالم العربي والشعب المصري في الصميم الأخلاقي لهذا العالم”.
كما ذكرت صحيفة “ديلي تليجراف” البريطانية أن قوة الشعب تصنع التاريخ في مصر، وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن عددا كبيراً من الإسرائيليين أبدوا إعجابهم بالثورة المصرية، وقال الكاتب الإسرائيلي بن كاسبيت فى مقاله المنشور بصحيفة “معاريف” أن الأمل والتفاؤل يتدفقان إلى مصر، شجاعة الجماهير جعلتنا نعجب بالمصريين، لقد استطاعوا الوقوف في وجه مبارك، الشعب المصري من أعظم الأبطال، فقد وقفوا في وجه واحد من أقوى الحكام والأكثر كرهاً في التاريخ الحديث لمصر.
ومن جانبه، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: “المصريون ألهمونا وعلمونا أن الفكرة القائلة أن العدالة لا تتم إلا بالعنف هى محض كذب، ففى مصر كانت قوة تغيير أخلاقية غير عنيفة غير إرهابية ، تسعى لتغيير مجرى التاريخ بوسائل سلمية”، وقال رئيس الوزاراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني أنه لا جديد في مصر، فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة، وعلق ديفيد كاميرون،رئيس وزراء بريطانيا، أنه يجب أن تدرس الثورة المصرية فى المدارس البريطانية، وقال الرئيس النمساوي هانز فيشر أن شعب مصر أعظم شعوب الأرض ويستحق جائزة نوبل للسلام.
وفى الذكرى الثانية للثورة استنكرت الصحف العالمية ما حدث من أعمال عنف وشغب أثناء الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير، وأشارت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إلى أن تلك الاحتجاجات جاءت بسبب سوء إدارة الحكومة للبلاد وشعور المصريين من سيطرة الإسلاميين على الحكم وأن مصر مازالت تواجه مشاكل عديدة مثل أزمات اقتصادية وأزمات سياسية وضعف أمنى واضح ، وأن الرئيس المعزول محمد مرسى منذ توليه السلطة حتى الآن لم ينفذ مطالب الثورة الحقيقية وهى عيش حرية عدالة اجتماعية.
وشبهت صحيفة “الجارديان” البريطانية ما حدث فى الشوارع المصرية بالثورة التى حدثت عام 2011 ضد الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، ولكن فى هذه المرة ضد الرئيس الذى وصفته بـ “الإسلامى” محمد مرسى.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الداخلية تعاملت مع المتظاهرين بنفس طريقة ثورة 2011، فالداخلية استخدمت الغاز المسيل للدموع، والرشق بالحجارة فى الإسكندرية والسويس، والقاهرة.
وقد اهتمت صحيفة “نيويورك تايمز” بظهور جماعات البلاك بلوك للمرة الأولى فى مصر، وأشارت إلى أن عدسات المصورين الصحفيين الذين غطوا المظاهرات فى القاهرة جميعها التقطت صورا للملثمين الذين يطلقون على أنفسهم لقب “بلاك بلوك” وهم يندسون وسط المتظاهرين.