قبل أيام أطلق المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي مبادرته “لنصنع البديل”، التي أكد في وقت لاحق ـ بعد الهجوم عليها ـ أنها لا تتقاطع
مع دعوات البعض لانتخابات رئاسية مبكرة، ولا تهدف لتغيير الرئيس السيسي، لكنها تطمح إلى توحيد القوى المدنية، في مواجهة الفساد والإرهاب.
وفور إطلاق المبادرة توالت ردود الفعل، من القوى السياسية المختلفة، مثيرة زوابع الرفض والقبول، والحماسة والتشكك، وسط مشهد سياسي يعاني أصلاً من الاحتقان، ويحفل بالعديد من التقلبات والصراعات والقضايا.
جبهة الرافضين لمبادرة حمدين ضمت طيفاً متنوعاً، من الخبراء والأكاديميين، الذين وصفوها بالغموض، فضلاً عن اقتصارها على قوى وأفراد معروفين بدعمهم لحمدين من البداية. فقال أستاذ العلوم السياسية الدكتور علي الدين هلال إن مبادرة “بديل حمدين” لن تترك أثراً في الشارع.
وعاب هلال على بيان حمدين ما اعتبره نوعاً من الالتفاف حول المضامين والتحفظات.
فيما اعتبر آخرون أن المبادرة لا تهدف إلا لتكوين تحالف سياسي يضم قوى اليسار إلى جانب قوي مدنية أخرى، ومجرد لافتة لجذب مشاركين جدد في كيان “التحالف الديموقراطي” الذي يحاول حمدين تدشينه منذ فترة.
وضمت جبهة الرافضين أيضاً، نشطاء تجمعهم صلة وثيقة بحمدين، مثل المتحدث السابق باسم حركة كفاية عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان حالياً جورج إسحاق، فيما أعلن آخرون تقديرهم لصباحي لكنهم تحفظوا على مشاركين في المبادرة.
وطبعاً كان في مقدمة الرافضين، المؤيدون للرئيس عبدالفتاح السيسي، والذين يطلق عليهم المناوئون لهم لقب “السيساوية”، والذين يرون أن البلاد تسير وفق خارطة الطريق المتفق عليها، وتقطع أشواطاً نحو التنمية والاستقرار، ولا تريد بديلاً، محذرين من تحول المبادرة وحمدين نفسه إلى “حصان طروادة” جديد يتسلل الإخوان من خلاله إلى المشهد السياسي المصري.
علي الجهة الأخرى، يبدو المؤيدون للمبادرة ومن يرون أن هناك تبعات تعيشها مصر، لا تتفق وما اصطلح عليه الشعب المصري وقواه السياسية في 30 يونيو، ويبدون غير راغبين في مواجهة راديكالية مع الدولة والنظام، مكتفين بالدعوة لإعادة الحراك الثوري إلى مساره، وتمكين الشباب من استكمال حلمه الذي دفع ثمنه مضاعفاً في ثورتي يناير ويونيو.
وقال الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع إن نقطة الضعف الأساسية في مبادرة حمدين هي دعوتها للتكتل، بينما التعددية هي أساس العمل السياسي والحزبي.
وأضاف “البعض اعتقد أن دعوة حمدين تأتي لإطلاق جبهة إنقاذ جديدة وهذا ليس صحيحاً، فالمبادرة لن تستطيع أن تكون نواة لتجمع مثل جبهة الإنقاذ، وأعتقد أنها لن تتجاوز كونها وثيقة ودعوة، لن تتحول إلى واقع على الأرض”.