في مداخلة لبرنامج القاهرة والناس مع عمرو أديب قال اللواء عبد الفتاح عثمان، مساعد وزير الداخلية لشؤون الإعلام، في تعليقه على انتشار ملصقات ومنشورات «هل صليت على النبي محمد؟» على السيارات وفي الأسواق والمؤسسات التجارية: «إن الظاهرة بدأ انتشارها منذ أسبوع، وتم توجيه حملات أمنية لمواجهتها والقضاء عليها تمامًا»، وأن القانون يجرم أي ملصقات أو علامات في السيارات وخاصة الشعارات الدينية التي تشير إلى توجه ما أو ديانة معينة.
أثار هذا التصريح الذي أخرجه ممثل وزارة الداخلية جدلا واسعا بين المصريين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي واستطاعت صفحات الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي الصيد في الماء «العكر» وسقطت الداخلية في الفخ وتحول الأمر إلى قضية دينية، وقد لجأ المعترضون على القرار إلى “فيس بوك” بوضع لافتات على صفحاتهم الشخصية تحمل نفس الجمل والأسئلة عملا بمقولة «العناد يولد الكفر».
جريدة “الوطن” نشرت تحت عنوان فتنة «صليت على النبى» تنطلق من الإسكندرية: «المواطن يحط البوستر والشرطة تشيله»، موضوعا قالت فيه إن مواطنين رفضوا إزالتها وآخرون شجعوا الشرطة على فعلها القانوني.
وفي نفس الموضوع رأي يقول صاحبه أحمد شعبان حسين، أحد أبناء الإسكندرية: «من 15 سنة تقريباً الإخوان والسلفيين صدروا لنا فكرة شيطانية لقسمة المجتمع بكتابة الشهادة على زجاج السيارات، وعليه قام بعض الأقباط بكتابة إشارات دينية خاصة بيهم، وهذه ثغرة تنشر الفتن».
في بعض من محطات المترو وغالبا مع تأخر الوقت مجموعة من الشباب يقومون بإلصاق هذه المنشورات وسط ترقب وخوف من المسائلة وكأنها عملية سرقة، أو بعض السيارات التي تتحرك خفية في اليل وتقوم بتوزيع الملصقات على المحال وغيرها وتطلب تصويرها إلى عشرات النسخ لانتشار الدعوة وتذكير المواطنين بالصلاة على الحبيب لمصطفى كما قالها لي أحد الأشخصا حينما منحني ملصقًا.
صديقي العزيز المحترم المقدم “محمد نبيل” كتب على صفحته بفيس بوك ليلة الاثنين بعد انتشار تصريح ممثل الداخلية وأنا اتفق معه في كل ما قال ولعله لخص الأمر في السطور التالية حيث كتب :”يعلم الجميع أنني من مؤيدي المشير السيسي، ولكن هذا الذي يجري لا يبشر بخير.
وتابع: “مصر دولة إسلامية، ثم قد نص الدستور على ذلك، فكيف يجرم المسلمون علينا التذكير بالصلاة على نبيهم صلى الله عليه وسلم ؟ وأي طائفية في ذلك؟ وسؤال بسيط لوزير الداخلية: هل أنكرتم -بحسب القانون- على الذين علقوا صور المشير السيسي على مركباتهم وبيوتهم ومحلاتهم؟ وهل أزلتم هذه الصور؟ أم يُزالُ اسمُ النبي ولا يُزالُ اسمُ الرئيس؟ تعلمنا أن للقانون روح الا يمكن ان تطبقوا روح القانون علي الأقل في هذا الأمر كي لا نستفذ جموع الشعب”.
نعم أتفق مع الضابط وأخالف تصريحات ممثل الداخلية لأن هناك العديد من المخالفات الأخرى التي يجب التعامل معها وكسب انحياز وتشجيع المواطنين بدلا من إثارة حفيظتهم، فهناك من يتربص لسقوط الدولة ويستغل مثل هذه الفرص في نجاح فكرته استنادًا لمقولة “شعب متدين بطبعه”، وأن ما يحدث محو للإسلام وسحق لهوية الدولة ومع الأسف تساعدهم الشرطة في ذلك.
أفيقوا للأمر جيدًا فإزالة ما يعوق المرور في الشوارع، ومايعطل حركة السير، ولافتات الدعاية الانتخابية وغيرها، أهم من إزالة ملصق ديني لا طائفية فيه، بل أنتم من تفتحون الأبواب للحديث عن الطائفية وتذكير الشعب بها.