أجرى فريق من علماء أمريكيين دراسة مثيرة أجابت عن التساؤل حول ما إذا كانت هناك حياة ما بعد الموت، والذي كان ولا يزال معتنقو
الديانات السماوية المختلفة يناضلون من أجل إثبات وجودها، فيما يواصل الفلاسفة البحث عن إجابة منطقية لها، بينما يحاول الملحدون جاهدين نفي وجودها من الأساس، فحسم العلماء مؤخرًا هذا الجدل، بإجراء دراسة أثبتت وجود حياة أخرى ما بعد الموت.
واستطاع الفريق البحثي التوصل إلى هذه النتيجة بعد أن عكفوا على دراسة مجموعة من الحيوانات قبل وبعد موتهم، إذ اكتشفوا أن وظائف بجسم الحيوانات تنشط بعد الموت لم تكن نشطة في حياتها، واختار العلماء لدراساتهم حيوانين مختلفين تمامًا فيما بينهما، وهما فئران التجارب وسمك الدانينو المخطط، وعكفوا على دراسة نشاط خلايا الحامض النووي فيها قبل وبعد موت الحيوان، أو بمعنى أدق رصدوا نشاط جينات بعينها بالحامض النووي، ومن المعروف أننا جميعًا لدينا أعداد كبيرة من الجينات غير المستخدمة الكثير منها لم يتم الكشف عن وظيفته بالجسم، ولكن منها ما ينشط فقط لدى الإنسان وهو جنين ببطن والدته، ثم يهدأ نشاطها خلال بقية حياة الإنسان.
وتكمن المفاجأة في هذا الاكتشاف في أن العلماء حددوا بعض من هذه الجينات غير النشطة خلال حياة الإنسان تنشط في الجثة عقب الوفاة في فترة تتراوح ما بين 24 ساعة إلى 4 أيام، ومن الغريب أننا نجد جينات المقاومة للتوتر والمقوية لجهاز المناعة تنشط في نفس الوقت من بعد الوفاة على الرغم من أن عمليات تحلل الجسد في هذه الفترة تجعل نشاط هذه الجينات عديم الفائدة.
واختتمت الدراسة بالتأكيد على أن غموض نشاط هذه الجينات بعد الموت على الرغم من عدم نشاطها طيلة حياة الإنسان يرجح بالدليل العلمي أن حالة الموت التي يراها المحيطون بالإنسان ليست النهاية الحقيقية لوجوده بل يؤكد أن هناك ما يخفى عن أبصارنا خلف هذه الحالة من السكون، لأنه حتى أثناء وبعد تحلل الجسد يبدأ في تشكيل وسائل مناعة من نوع جديد.