بقلم : هشام سري
فى الوقت الذى بدأت فيه صناعه نجوم السينما فى هوليود تزدهر و تتطور بدأت فى مصر صناعه اخرى لا تقل عنها شأنا او عائد مادى فى الانتشار و المنافسه و هى مهنه المعارضه المعروضه للبيع و للايجار , و هى مهنه لا تحتاج لأى دراسه او موهبه خاصه فيكفى شقه ايجار فى وسط البلد و سكرتيره لبقه او غير لبقه و لكنها على قدر من الجمال و خطين موبايل بيزنس لكى تضع اول قدم على سلم العمل السياسى , و لا مانع من استقطاب بضع الشباب ليلتف حولك فى المناسبات على ان تراعى المواصفات المثاليه بدءا من الشعر الكانيش و الكوفيه الفلسطينيه مرورا بالقمصان الكاروه و شنطه الظهر للشباب و التاتو و
البيرسينج للفتيات , اياك ثم اياك ان لا تراعى تلك المواصفات فى اختيار انصارك من الشباب بالأضافه الى التأكد من قرائتهم جميعا لروايه الحب فى زمن الكوليرا او ما يعادلها حتى لا يشكك اى حاقد فى ثوريه انصارك و هو ما سيؤثر على مصداقيتك و سعرك فى سوق النضال .
الأن و قد انهيت الخطوه الاولى فى مسيرتك كمناضل يتبقى ان تختار قضيه ما من القضايا الموجوده فى السوق لكى تصبح عنوانا لنضالك , جميع الخيارات متاحه امامك و لكن هذه لحظه فارقه فى مسيرتك كمناضل و يجب ان تحسن الاختيار من بين الخيارات المتاحه , هل ستعارض الاخوان بشراسه ثم تنتظر مندوبى خيرت الشاطر للتفاوض حول المبالغ التى سيدفعها من اجل خفض حده الهجوم و البدء فى التحدث عن المصالحه بين فصائل الوطن الواحد و ربما اذا تطور ادائك مستقبلا قد تطرح للشعب مبادره للصلح من خمسمائه و سبعون بند لا قيمه لهم الا البند الخاص باستعدادك للتنازل و الاشراف
على تلك المبادره , ام ستبدأ فى الهجوم على الجيش و قياداته باستخدام ايقونه يسقط حكم العسكر و متبنيا نظريه ان استجابه الجيش لرغبه الشعب و عزل عبيط الركن محمد مرسى هو تصرف خاطئ و طمع فى السلطه حيث ان الجيش كان يجب الا يتدخل و كان من واجبه ان يترك الملايين فى الشوارع معرضين لبطش مليشيات الاخوان ليترك لك انت وحدك الفرصه لتسقط تنظيم الاخوان الدولى بأستخدام تغريداتك على تويتر اذا كسرت حاجز النص مليون تغريده , و هى نظريه تتوافق مع نظريه الارتقاء لداروين لاثبات ان الانسان اصله قرد او حمار او بغل , حاول على قدر استطاعتك ان تظهر كل مخزون
الانسانيه لديك و ان تدمع عيناك و انت تنعى الشهداء من الارهابين ممن قتلهم الجيش او الشرطه و انتقى المنابر الاعلاميه الصفراء لتتحدث عن قمع الشرطه للمسيرات السلميه التى لا يتعدى تسليحها البنادق الاليه و المتفجرات فقط لا غير و حذارى ثم حذارى من الحديث عن موت اى شهداء للشرطه او الجيش , يجب ان تحرص دائما ان تتزامن مواعيد نومك مع سقوط اى شهداء للدوله او حدوث تفجيرات و اذا لم تكن نائما فقم بغلق وصله النت و اعمل نفسك نايم , و كما يجب ان تحرص فى حاله اختيارك لهذه النظريه على وجود جواز سفر صالح حتى تستطيع قبول عروض السفر الى الدوحه او اسطنبول
التى ستنهال عليك حينها و قطر حلوه صيفا و تركيا حلوه شتاء .
فى حاله رفضك للاختيارين السابقين اما لضعف المقابل المادى المعروض من الاخوان فى الاختيار الأول او لصعوبه سفرك للخارج بسبب ارتباطك بمدارس الاولاد فى الاختيار الثانى لا يصبح امامك الا خيار وحيد و هو التيار الثالث الرافض للعسكر و الاخوان و الشرطه و سلطه الدوله و الاستفتاء و الانتخابات و قانون المرور و محاكم الاسره و الصحيان بدرى و النوم متأخر فى نفس ذات الوقت , تحدث عن القضيه الفلسطينيه بمنتهى الحزم و اعلن لأنصارك انك لن تجعل منظمه حماس تدفع ثمن ما فعله الاخوان فما فعلته حماس هو مجرد اقتحام للسجون المصريه و قتل حوالى خمسون جندى
مصرى على الحدود و فتح الانفاق لتهريب الوقود و السلاح و المجاهدين ليس اكثر و هو ما يمكن اعتباره نوعا من الدلع بين الأشقاء , ثم ترشح بعدها لرئاسه الجمهوريه اذ ربما تستغل المؤتمرات الجماهيريه و لقاءات الفضائيات فى خداع البعض و خلق قاعده شعبيه تمكنك من النجاح فى الانتخابات البرلمانيه بعدها لتحصل على الحصانه و بدل حضور الجلسات و يصبح لك الحق فى ركن سيارتك فى فناء المجلس بدلا من ركنها صف ثانى اثناء جلوسك فى بارات وسط البلد او شراء بدله من مول البستان .و لكن تبقى النصيحه الاهم فى حاله اختيارك للترشح ان تحافظ على ايبادك و تليفونك فى
المؤتمرات الجماهريه فهناك العديد من المنظمات المتخصصه فى سرقه اجهزه المرشحين الثوريين و خاصه الايبادات البيضاء
او ابدأ فى الحشد للنزول فى مظاهرات ضد الدوله فى نفس توقيت مظاهرات الاخوان و القى بأنصارك فى مواجهات مع الشرطه و الاهالى حتى يتم قتلهم او القبض عليهم ثم سارع بمراسله منظمات حقوق الانسان للشكوى من الدوله المصريه التى قصرت فى تسليح الشرطه بالنظارات المسحوره التى تمكنها من التفريق فى اى مظاهره بين المتظاهر الاخوانى و الثائر الحق مطالبا بالمزيد من التمويل حتى تستطيع متابعه قضايا هؤلاء المعتقلين , اياك ان تحاول منع من يريدون الاصطدام مع الدوله و الشعب فى هذا التوقيت حرصا على دمائهم او حريتهم و هم فى مقتبل العمر فلكل معركه ضحاياها و
بدون دماء و اعتقال لن يكون هناك تمويل .كما ينصح بشده بأستخدام اسطوانه نظام مبارك العائد لأبتزاز الدوله بين الحين و الاخر و اللعب على المشاعر الثوريه و الحرص على ادخال كلمه دماء الشهداء بمعدل من مرتين الى خمسه فى الدقيقه .
اياك ثم اياك ان تتحدث عن المشاكل الحقيقيه التى تمس غالبيه الشعب او ان تحاول العمل الجاد لحلها , فالعمل المجتمعى وسط عامه الشعب لحل مشكلات التعليم او الصحه او العشوائيات او المواصلات ليس من السلع المطلوبه فى سوق العمل النضالى ولا سعر لها , هذه يا عزيزى مشكلات الدوله و كل ما تتمناه ان تبقى دوما عاجزه عن حلها حتى تستطيع انت انتقادها و المتاجره بحاجه الفقراء و المرضى و المهمشين .
اخيرا اذا فشلت كل المحاولات السابقه فلا يزال امامك حل اخير , اترك مكتب شقه وسط البلد و اطرد السكرتيره و فك اجهزه التكييف و بيع المكاتب وامتنع عن سداد فواتير خطين الموبايل البيزنس و احرص على تمضيه كل وقتك محتضنا لحسابك على تويتر و ابدأ فى سب الشعب الفاشل الذليل عبد البياده الذى احبط تطلعاتك الثوريه و غض البصر عن مخططاتك اللوذعيه للنهوض بالدوله تحت نظام اللا دوله حيث يصبح المنظم الوحيد لعلاقات المواطنين هى العلاقات الانسانيه و ما يشوبها من الفه و موده و شتائم و ضرب و قطع طريق و اختطاف و مولوتوف ليعيش ابناء هذا البلد في حريه و سعاده .
– كل ما سبق هو من خيال كاتب المقال و لا علاقه له بأشخاص حقيقيين الا اذا رأى القارئ عكس ذلك و القارئ دائما على حق