قال نقيب الفلاحين، رشدى أبو الوفا: “إن الانقطاع المتكرر للكهرباء أثر بشكل كبير على إنتاجية المحاصيل الزراعية، خاصة الصيفية” مشيرًا إلى أنه أدى إلى توقف الماكينات، التى تروي الأراضي سواء بالرش أو بالتنقيط، مؤكدًا ضرورة حل تلك الأزمة التي «تدمر الفلاحين».
وأضاف أبو الوفا أن “الأراضي الزراعية تتعرض لخطر كبير نتيجة توقف عمليات الري بها”، موضحًا أن ذلك يهدد بارتفاع أسعار المحاصيل خلال الفترة المقبلة.
«المصائب كلها على رأس الفلاحين فقط»، هذا ما أكده عبدالحى حسين، أحد فلاحي محافظة قنا، الذي يروي أرضه بالتنقيط واصفًا المعاناة التي يتعرض لها الفلاحون هذه الأيام بسبب الكهرباء، مؤكدًا «لم يكد الفلاحون أن يفيقوا من أزمة ارتفاع أسعار السولار والغاز والأسمدة، حتى فوجئوا بانقطاع الكهرباء المتكرر».
وأضاف حسين أن انقطاع الكهرباء عرض محاصيله إلى خطر كبير، بسبب توقف ماكينات الري، موضحًا أن جموع الفلاحين يستنجدون بالحكومة لإنقاذ أراضيهم لكن دون جدوى.
من جهته، أكد الخبير الزراعي الدكتور نادر نور الدين، أنه لا توجد ماكينات ري في حقول الفلاحين تدار بالكهرباء، موضحا أن الماكينات التى تدار بالكهرباء متواجدة فى مزارع الاستصلاح الكبيرة بالنوبارية والطرق الصحراوية، وأنهم لا يلاحقون على رى زراعتهم، خاصة الخضراوات الطازجة.
وأضاف نور الدين لـ«الشروق»، أن النوبارية هى المصدر الرئيسى للخضراوات والفاكهة، التى توزع فى القاهرة والإسكندرية، مشيرا إلى أن تكرار انقطاع الكهرباء أثر سلبيًا على المحاصيل الزراعية، ما سيؤدى إلى ارتفاع أسعار الخضراوات والفاكهة فى الأسواق المحلية.
وأضاف أن أغلب الفلاحين اتجهوا إلى الماكينات الزراعية التى تدار بالسولار، لكن محطات الصرف الزراعي في كفر الشيخ، التى ترفع المياه إلى مستوى البحر المتوسط للصرف تسبب مأساة، مشيرًا إلى أن ما يدار بالكهرباء من محطات رفع المياه للري في وسط الدلتا، سيؤثر على تدفقات المياه إلى مناطق وسط وشمال الدلتا، خاصة أن فترات انقطاع الكهرباء زادت حتى وصلت إلى 12 ساعة يوميًا.
ولفت إلى أن تراكم مياه المصارف الزراعية دون صرف بالطلمبات التي تعمل بالكهرباء، من الممكن أن يتسبب في كوارث وانهيار للجسور والمصارف، خاصة في الفيوم وكفر الشيخ. وأكد نور الدين على أهمية تنبيه الفلاحين إلى كوارث انقطاع التيار الكهربي في مجالى الري والصرف، وغرق القرى ونقص مياه الرى، مشيرًا إلى أن انهيار جسور المصارف لا يقدر الفلاحون على مواجهته بشكل فردى، لأنه يتسبب فى إغراق قرى بأكملها.
وأضاف أنه يجب على الفلاحين ري الأرض في فترة المساء حتى الصباح، ومن بعد الفجر حتى التاسعة صباحًا، لظروف حرارة فصل الصيف وخطورة ري الأرض أثناء ارتفاع الحرارة، حتى لا تمنع المياه الجذور من التنفس أثناء الحر. وأشار إلى أن فى الفترة الليلية يقل انقطاع الكهرباء، وهذا يصب فى صالح الفلاح.