المنافسة العالمية على امتلاك تقنيات شبكات الجيل الخامس التي تمثل نقلة هائلة في مجال نقل المعلومات وصلت إلى أقصاها، خاصة بين القطبين المتنافسين تكنولوجيا، الصين والولايات المتحدة.
وتخطط شركات صينية في مجال الاتصالات المتنقلة، بما فيها تشاينا موبايل وتشاينا تليكوم وتشاينا يونيكوم، لاستثمار نحو 5 مليارات دولار في تنمية شبكات اتصالات الجيل الخامس خلال عام 2019.
وقالت شركة تشاينا موبايل إنه سيتم بناء ما يتراوح بين 30 ألفا و50 ألف محطة قاعدية لشبكة الجيل الخامس خلال هذا العام مع إجمالي استثمار لا يزيد على 17.2 مليار يوان التي أنفقتها الشركة في تطوير شبكات الجيل الخامس في عام 2018.
وتخطط شركة تشاينا تليكوم لاستثمار 9 مليارات يوان في بناء شبكة الجيل الخامس في عام 2019، وإنشاء ما مجموعه 20 ألف محطة قاعدية في المدن الصينية الرئيسية.
ومن المقدر أن تصل نفقات شركة تشاينا يونيكوم على شبكات الجيل الخامس إلى ما بين 6 و8 مليارات يوان في عام 2019، كما تسعى الشركة إلى توسيع نطاق الاختبارات لتكنولوجيا الجيل الخامس ودفع تطوير شبكات غير مستقلة ومستقلة في عام 2019.
في المقابل لم تبتعد الولايات المتحدة عن حلبة المنافسة، بل دخلت السباق من خلال أقوى مؤسساتها وهي وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، حيث قال مسؤول بالوزارة، إن الولايات المتحدة تستعد للتعاون مع منافسي شركة “هواوي الصينية” وشركتي “إريكسون” و”نوكيا” لإطلاق خدمات شبكات الجيل الخامس “5G”، في خطوة من شأنها أن تضيف مزيدا من الضغوط على الشركة الصينية المحظورة في الولايات المتحدة.
وقالت “إيلين لورد”، وكيلة وزير الدفاع الأمريكي لشؤون المشتريات والتكنولوجيا، إن الولايات المتحدة تضع الأسس لتطوير تقنيتها الخاصة لدعم شبكات الجيل الخامس للاتصالات “5G”، مشيرة إلى أن السلطات الأمريكية تفاوضت بالفعل مع شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العالمية، أمثال شركة “إريكسون” السويدية، وشركة “نوكيا” الفنلندية من أجل إطلاق هذه الخطة.
وقالت “لورد” إنه على الرغم من أن تكنولوجيا “5G” تركز في البداية على الهواتف المحمولة، إلا أن “البنتاجون” يبحث مع حلفائه عن طرق تمّكنهم من استخدام التكنولوجيا للأغراض العسكرية، حيث يميل عديد من الحلفاء الأوروبيين إلى العمل مع الولايات المتحدة في هذا الصدد، على حد قولها.
وتعزز سرعة شبكات الـ” 5G” العالية التقدم الكبير في الهواتف المحمولة والحوسبة المتنقلة، بالإضافة إلى أرباح كبيرة للشركات الأمريكية والصينية، وغيرها من الشركات التي تتسابق لإدخال هذه التكنولوجيا في أسواقها.
ووصف “جوزيف دانفورد”، رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية، تكنولوجيا “5G “بأنها “قضية أمن قومي حرجة”. كما قالت “لورد” إن التكنولوجيا جزء من “منافسة القوى العظمى” مع روسيا والصين المتصورة في استراتيجية الدفاع الوطني التي وضعها البنتاجون منذ عام.