كتبت : سمر الورداني
بعد مرور 39 سنة على وفاه “الست” ماتت حضارات وتلاشت أنظمة واندثرت لغات ولم تمت أم كلثوم ، لقد ولد جيل بأكمله بعد رحيل “كوكب الشرق” عرفها من أغانيها فقط ومع هذا استكمل الشباب عادة آباءه بالاستماع إليها وبجانبهم فنجان القهوة .
أذيعت أول اغنية لأم كلثوم عام 1924 بعنوان الصب تفضحه عيونه من كلمات أحمد رامي ولحن الشيخ أبو العلا محمد ، وكان قد ذاع صيتها قبل ذلك بسنوات عديدة عندما انتقلت إلي القاهرة بصحبه أسرتها وأحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا وأعطتها سيدة القصر خاتما ذهبيا كهدية ، تلتها بعد ذلك العديد من الحفلات في قصور كبارالقوم .
ولدت “الست” في مايو عام 1908 بمحافظة الدقهلية مركز السنبلاوين ، استقرت في القاهرة برفقة اسرتها وهى بعمر الثالثة عشر عاما تقريبا ، بزغ نجمها مع تحقيق اسطوانة “ان كنت اسامح وانسي الاسية” أعلى المبيعات وقتها.
ومن أهم المحطات في حياة أم كلثوم كانت ثورة 23 يوليو ، والتى اعتبرتها الاذاعة المصرية في البداية أحد رموز النظام الملكى وتوقفت عن بث أغانيها ، وعندما علم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر خاطب الاذاعة قائلا” اذا كنتم ستمنعون كل ما ينتمى إلي العصر الملكى فعليكم بهد الهرم أيضا ” ، لتعود الحياة إلي الاذاعة مجددا باغانى أم كلثوم.
بدأت رحلة أم كلثوم مع المرض مبكرا عام 1954 ، حيث قامت بتخفيض عدد حفلاتها وكانت ترتدي النظارة السوداء بشكل مستمر لتخفي جحوظ عينها بسبب مرض الغدة الدرقية الذي كان هذا سببا أيضا لتوقف نشاطها التمثيلي مكتفيه بـ 6 افلام فقط ، ومسلسل “رابعة العدوية” الاذاعى.
كانت للنكسة وقع شديد على أم كلثوم إلا انها سارعت وقامت بالعديد من الحفلات داخل مصر وخارجها للتبرع بأرباحها إلي المجهود الحربي، وغنت “أصبح عندي الآن بندقية” و “حبيب الشعب” لعبد الناصر بعد تنحيه وعودته ثانيه إلي الحكم.
غنت أم كلثوم أخر اغانيها بعنوان “الحب كله” عام 1973 ،وكانت تعد لاغنية “أوقاتى بتحلو معاك وحياتي بتكمل برضاك” ولكن أثناء البروفات وقعت صريعة لمرض التهاب الكلى وسافرت طلبا للعلاج ، ولكن توفاها الله يوم 3 فبراير عام 1975 .