أم كلثوم ماتت، نعم ماتت منذ 39 عاما،
ولكن لم يمت فنها لم يمت فينا أحساسنا بكل أغانيها الرومانسية والوطنية والدينية التي حفرت في وجدان كل من سمعها، حتي غير مجيدي اللغة العربية، مشاعر لن تنسي، قشعريرة جميلة مع كل آه لها، أه حب ، آه ألم، آه شوق، فأحساسها كفيل بحفر كل حرف من أغانيها في الوجدان للأبد، عندما كنت صغيرة وككثير منا عندما كنا اطفال قبل أن نعرف يعني ايه إحساس بالمعاني.كنا بنقول : بابا بابا هي صوتها ليه مش حلو أوي كدة زي الأغاني اللي بنسمعها.
كان رد بابا : لما تكبري هتعرفي يعني ايه أم كلثوم. وأديني كبرت وفعلا بدأت اسمعها واحسها واستناها كل يوم الساعة 11 بالليل على أذاعة الأغاني كانت بتعيشك حالة حب فراق ألم وطنية مع كل أغنية، حفرت فى وجدان المصريين جميعا مسلمين ومسيحيين عندما غنت “ياليلة العيد”، جمعت المصريين جميعا حول صوتها في جميع الأغاني الوطنية.
ذهلت عندما رأيت جنازتها، فجنازتها كانت طوفان بشري حزين يبكي بحرقة وألم وكأنه كان يعلم أنها لن تتكرر.