تتميز جمهوريه مصر العربية بموقع جغرافى متميز و مناخ جيد طوال العام و ثوار غير قادرين على تولى السلطه إلا شهرين فى العام بحد أقصى . فمنذ رحيل مبارك و لمده ثلاث سنوات كانت شكوى الثوار الأساسيه هى عدم تولى الثوره ممثله فى رموزها للسلطه داخل مؤسسات الدوله التى خضعت للمجلس العسكرى ثم لتنظيم الإخوان المسلمين من بعده . و هو ما منع الثوار من اتخاذ أى قرارات و كان حجة جاهزه فى وجه كل من اتهم الثورة و الثوار بالفشل على مدار الثلاث سنوات و تسببهم بسقوط البلد فى دوامة الفوضى .حيث كانت الإجابة دائما و أبدا بأن الثورة لم تحكم و لذلك فهى ليست مسئوله عن ما حدث و هو ما كان صحيحا مائه فى المائه وقتها.
بعد ثوره يونيو تغيرت الأمور و تصورنا انه قد حان الوقت لتولى الثورة و الثوار للسلطة و المشاركة فى صنع القرار , فمن كان يتخيل أن البرادعى رمز ثورة يناير و قائد مسيره التغيير سوف يكون جالسا بجوار وزير الدفاع اثناء قراءه بيان عزل مرسى و انقاذ مصر من قبضه عصابه الاخوان ممثلا لكل تيار ثوره يناير فى اشارة واضحة حينها الى ان المستقبل للثورة, و من كان يتخيل ان البرادعى سيخرج بعدها متحدثا الى الشعب المصرى من داخل قصر الرئاسه بوصفه نائب رئيس الجمهوريه , لقد هرمنا من اجل هذه اللحظه التاريخيه , اخيرا جاءت الفرصه للثورة ان تشارك فى الحكم و بمنصب نائب رئيس الجمهوريه , سوف يناضل الدكتور البرادعى من خلال منصبه من اجل تحقيق اهداف الثورة و سيعمل كل ما فى وسعه لكسب الشعب الى جانبنا مستغلا امكانيات منصبه , لقد انتهى عهد التعتيم الاعلامى و التشويةه و اصبح للثورة منبر داخل قصر الرئاسه اخيرا.
هذا ما انتظرناه من البرادعى و هذا هو ما كان المفترض أن يحدث , و لكن ماذا فعل البرادعى ؟ البرادعى بدلا من التواصل مع الشعب الخائف على مصيره و مستقبله و أرضه فى ظل مسيرات مسلحه للإخوان و أنصارهم و مذابح للأهالى فى المنيل و بين السرايات و الجيزه و الاسكندريه و حرق لكنائس الاقباط فى الصعيد و هجمات دوليه شرسه من حلفاء الاخوان فى الخارج وصلت لتدخل مجلس الأمن فى الشأن المصرى حتى اصبح السيناريو السورى المرعب متمثل امام كل مواطن مصرى , تجاهل البوب الثائر كل ذلك و اضاع وقته و فرصته فى السباحه ضد التيار و الحديث عن مصالحات وهميه مع تنظيم دولى
دموى لن يقبل بديلا عن الرجوع الى ما قبل 30 يونيو , و حينما تجرأت الحكومه و استجابت لما يطالب به معظم الشعب وخالفت ما يراه البوب صحيحا كان رده العنيف وقتها مثل اى زوجه مصريه اصيله حيث قام بأخذ كل ملابسه و باقى مصروف البيت و ساب البلد مسافرا الى اوروبا ليستريح من عنف المعركه الثوريه التى خاضها لمده اربعون يوم.
نفترض يا سيدى البرادعى انك كنت على حق , هل الواجب الوطنى و مبادئ النضال و الثوره تفرض عليك ان تفر تاركا موقعك فى رأس السلطه التنفيذيه بدلا من المواجهه لفرض ما تراه صحيحا ؟ هل كنت تتصور و انت من امضى سنوات من عمره يحدثنا عن الفساد و العقول المتحجره التى صنعها نظام مبارك انك حين تتولى سلطه سوف تتعامل مع منظومه اداريه تماثل ما هو موجود فى لاس فيجاس او مونت كارلو ؟ او لم تكن تدرى يا سيدى انك ممثل للثوره و الثوار و بدايه تكوين الوعى الشعبى للتغيير و استكشاف ما يمكن ان تصنعه الثوره حين تحكم او تشارك فى الحكم ؟ الم تكن تعلم ان بناء نظام جديد
بعد اسقاط النظام الذى ثرت ضده هو اصعب و اعقد الف مره من اسقاط ذلك النظام ؟ او ليس مهمه الثائر هى البناء و ليس مجرد الهدم ؟ بحثت كثيرا يا سيدى فى كتب التاريخ و لم اجد ثوره قد نجحت فى تحقيق اهدافها بالتغريدات العميقه على تويتر او بنشر احدث ما غنى حمزه نمرة لجموع الشعب , الم تفكر ماذا سيقول التاريخ عن الثوار الذين وصلوا للسلطه و فشلوا بعد ايام معدوده ثم انضموا للمعارضه لينتقدوا من جاءوا بعدهم لتنفيذ ما فشلوا هم شخصيا به ؟
أخيرا فمن الواضح بعد استقاله الدكتور البرادعى بعد ايام من توليه منصب نائب رئيس الجمهورية و الدكتورة منى مينا بعد أيام من من منصب أمين نقابة الأطباء أن مصر لا يعيش لها ثوار داخل السلطه , الثائر القادم الذى سيتولى منصب ما هنبقى نسميه حنفى عشان يعيش.
ملحوظه: يرجى إرسال نسخه من هذا المقال إلى كل من لا زال يدعو للهدم و هو لا يدرى كيف يبنى البديل + لينك اغنيه الدنيا زى المرجيحة