يظل المصري مقتنعاً بأنه من أكثر الشعوب عبقرية و ذكاء في العالم ولكن في لحظات اللاشعور يعترف بحقيقة الأمة بعبارات من قبيل ( إحنا شعب وسخ ) ( شعب فرعون ) ( شعب مايجيش غير بالكرباج ) متناسياً طبعاً كونه احد افراد هذا الشعب ” الوسخ ” !!
لكن هل فعلاً نحن شعب عظيم ؟!!
هل مجرد اختفاؤنا من العالم في صباح الغد سيثير التساؤلات ؟!!
هل سيحزن العالم من اختفائنا ؟!! ام انه لن ينشغل كثيراً ؟!!
دعونا نقوم بعملية تشريح دقيق للمجتمع المصري ، دعونا نتخلص من تبوهات الشعب الاعظم و الامة التي لم يخلق لها مثيل ، دعونا نواجه المشكلة ونسمي الامور بأسمائها !!
نحن شعب في وسطه مجموعات لازالت مشكلتها هو ان تعيش الاقليات الدينية او الفكرية او السياسية ، متمتعة بكافة حقوقها ، لذال لدينا من يري الاقباط ” كوفتس” كفار ليس لهم حق الحياة كبشر مكتملي الحقوق بل يري ان اجرام الانظمة السابقة و الحوادث الطائفية التي ارتكبت في حقهم هي عصا ادب لهم كي لا ينسوا انفسهم !
وكأن لسان حالهم يقول ” انت كمان نصراني وعايز تعيش ذيك ذينا ، مش كفاية اننا اؤينك وسطنا ؟!! “
ضف علي ذلك ان هناك من يري ان الحكومة هي زراع حامي للاقباط مع انه نفسه هو الذي يتهمها بالقيام باي تفجيرات ضدهم !!
مع العلم ان الحكومات كانت ومازالت تتقاعس عن حماية المواطنيين الاقباط من الاعتداءات و فرض الاتاوات و الخطف خاصة في الصعيد !!
بعيداً عن مشكلة الاقباط ، دعونا نتحدث عن فئات مجتمعية لا يعترف بهم القانون قبل الشعب مثل البهائين و الشيعه و غيرهم من معتنقي الاديان و المعتقدات المختلفه ، كل هؤلاء تفرض عليهم كافة الواجبات و لكن لحظة مطالبتهم بحقوقهم يجدون من يصدر لهم ” الطرشة ” مع تصدر مشهد ان هذا حماية للثوابت الوطنية و الدينية هذا الذي يدفع البعض لارتكاب الجرائم تجاه هذه الفئات المهمشة !!
مع ان المعتقد الديني يظل راسخاً حتي في اوقات الهجوم عليه وليس في حاجة الي مجموعة من المرتزقة لكي يحمونه !!
ما سبق هو في حق التشريح الديني والعقائدي ، تعالوا بنا الان لنلقي نظرة الي طريقة التفكير في الاتي:
اخر مرة شُهد فيها المنطق في مصر كان اسفل كوبري قصر النيل حيث كان ملتقياً علي الارض ، اصيب بغيبوبة طويلة الامد جراء تعاطي كمية كبيرة من ” الكولة” ، ومن يومها وهو لازال (راقد) في المستشفي بجوار العقل و الضمير !
ولكن الملاحظ هو نشاط غير معهود لجينات النفاق و الابتزال و التملق الاعمي في دماء المصريين ، بات الجميع لا يعرف اي شئ عن التفكير العلمي المنطقي ، بات الجميع مأثوراً بأكاذيب يعاد ترديدها من خلال شاشات او اشخاص بعينهم ، صار الجميع لا يري إلا وجهة نظره فقط ، هو الصائب والباقين مخطئون وقد يصل الامر لأن يتهمهم بأنهم ليس ببشر لمجرد انهم لا يتفقون مع رؤيته للامور !
حتي من نظن انهم يجتمعون اسفل لواء التغيير و الثورة صار العديد منهم لا يدرك انه من الممكن ان يكون مخطئاً ، من الممكن ان توجد وجهات نظر اخر بخلاف وجهة نظره !!
بات الامر الان علي شبكات التواصل الاجتماعي حيث ” بكابورت” الافكار المختلفه عبارة عن ” محن” بعضهم و اثارة بعضهم و ” سياسة كيد العزال ” لبعضهم واصبحت دورة الحياة عبارة عن
تنظير يعقبه حالة اثارة و هيجان ومن ثم صدمة بالواقع يعقبها قليلاً من المحن و سب الواقع وتنتهي بتقوقع !!
اصبح الجميع يبعد عن المنطق والتفكير المنهجي وصار ما يشغل بالهم ليس الاخبار بل اثارة النقاشات حول الاشخاص محور الاخبار !! و الخوض في كل ماهو خاص !!
يذكرني هذا بأخينا “العجلاتي” الذي قيل له ان هناك من تحرش بزوجته فهم ليسأل عن صحة بواب العمارة !!
علي ذكر المثل السابق ، لا يخفيكم ان العيش كأنثي لها كافة الحقوق في هذا المجتمع صار بدعة و جنون !! عندما نأتي الي التذوق الفني و الابداع نجد ان لسما المصري المكانة الاعلي و للسبكي جمهور الشباك و هذا ما يجعلنا ندرك ان الفن والابداع صارا اشياء من التراث ومكانهم بجوار الجرامافون و اسطوانات الزمن الجميل !
في النهاية اصبح المجتمع لا يفرق كثيراً عن بكابورت المجاري الذي صار يطفح اهمالاً وفساد وابتزال و طائفية و كل ماهو يدعوا الي حمدالله عند سماع خبر اختفائنا من العالم !!
اصبحنا لا نعول علي العقل في كلامنا ، اصبحنا لا نطيق زراعاً ببعضنا البعض ، اصبح الموت عادة و الحياة صدف !! و صار المنطق مجرم و العقل صار في محفوظاً في الرف الايمن العلوي بجوار رف الجوارب النتنه !
المزايدات صارت تجد المكان الاكثر اتساعاً و الابتزال صار يقود ولا احد يقف في مواجهته لان الابداع صار قتيل الاسفاف منذ زمن التت و ميلودي هيتس !!
واخينا الاعلامي صار يرتدي بذة النظام يطبل لكل جالس في القصر حتي وصل الامر الي انه صار يختلق من الخيال ما يرضي اسياد النظام ،، فالجميع تروس في مكينة الكذب !!
بعد كل ما سبق دعونا لا ننسي اننا حقاً الامة الاعظم لكن في الانتفاع و ليس النفع !!
والحل في وجهة نظري ان نؤمن اننا لسنا الافضل ونعترف بأننا حقاً مخطئون ومن ثم نعيد النظر في كل شئ و ندرك حقيقة ان هنا وطن للجميع بقانون يحمي الجميع !!