لم يعد عمل أجهزة الاستخبارات مقصورًا على تتبع المنظمات الإرهابية وملاحقة الإرهابيين، فى ظل معضلة رئيسية تتمثل فى تطور وانتشار ولا مركزية التهديد الإرهابى على مدى السنوات العشرين الماضية، وتزايد أعداد الإرهابيين، علاوة على الاعتماد على من يعرفون ب “الذئاب المنفردة ” وهو التكتيك الذى تلجأ إليه التنظيمات الإرهابية، بعد تضييق الخناق عليها، حيث يخطط وينفذ شخص أو مجموعة متطرفة، لا تربطهم صلة تنظيمية واضحة، عمليات إرهابية استنادا إلى إمكاناتهم الذاتية، آخرها كان الهجوم على مقر أسبوعية »شارلى إبدو « الساخرة فى باريس، الذى راح ضحيته ١٢ شخصًا.
وفى هذا السياق، كشف مؤشر الإرهاب الدولى أن مستوى الإرهاب فى العالم يأخذ مسارا تصاعديا، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن ثلثى الهجمات الإرهابية، التى وقعت العام الماضى يتحمل مسؤوليتها تنظيم »داعش « إلى جانب ٤ تنظيمات وجماعات إرهابية، وهى: »بوكو حرام «و»القاعدة « و»طالبان «، فضلا عن أن ٢٥ ٪ من هذه الهجمات تم تنفيذها بتكتيك »الذئاب المنفردة «. وحسب تقرير نشر مؤخرا، استعرض عددا من الحقائق والأرقام خلال الفترة بين عامى ٢٠٠٠ و ٢٠١٣ ، لفت مؤشر »الإرهاب الدولى « إلى أن عدد الوفيات نتيجة العمليات والهجمات الإرهابية ارتفع منذ عام ٢٠٠٠ بنحو خمسة أضعاف أو ما يعادل نسبة ٦١ ٪، فى حين أن نسبة ٨٢ ٪ من عدد الوفيات الناجمة عن الهجمات الإرهابية، التى وقعت العام الماضى سجلت فى خمس دول، وهى سوريا والعراق وأفغانستان وباكستان ونيجيريا. وبالتالى بات السؤال الذى تطرحه على نفسها أجهزة الاستخبارات اليوم هو ليس ما إذا كانت العملية الإرهابية ستحدث، لكن: من سينفذها ومتى ستحدث؟
حسب صحيفة »ليبراسيون « الفرنسية، وفى هذا السياق، يقول مارك هيكر، الباحث فى مركز الدراسات الأمنية بالمعهد الفرنسى للعلاقات الدولية، »نحن لسنا أمام تنظيم إرهابى ذى هيكلة هرمية واضحة، كما هو الحال فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، أو حتى على غرار تنظيم القاعدة حتى أوائل عام ٢٠٠٠ ، فالتهديد لم يعد مركزيا، إنما أصبح لا مركزيا « . وتأتى محاولة حصر أخطر الإرهابيين فى العالم بما تنطوى عليه من صعوبة بالغة، فالقائمة متغيرة ومفتوحة لنقاش لا نهاية له، كما أن كثيرا من العناصر المنفذة العمليات كانت نشأته لا توحى بأنه سينتهى به المطاف فى براثن جماعة إرهابية أو حتى زعيم لإحداها.
وإذا كنت تعيش فى موسكو، سيبرز بشدة اسم الزعيم الشيشانى الإسلامى دوكو عمروف، وربما يدرج العديد من الإسرائيليين زعيم حزب لله حسن نصر لله على قائمتهم، بينما ستتجه أنظار من يعيشون فى جنوب الفلبين، إلى جماعة أبو سياف، إضافة إلى شخصيات إرهابية بارزة لا تنسى بعد أن حفروا أسماءهم بحروف من دماء ضحاياها فى ذاكرة ذويهم، بما يملكونه من سجل إرهابى أسود، وهؤلاء بعض منهم.
أبو أنس الليبى .. من مهندس كمبيوتر إلى قيادى فى «القاعدة»
فى مقبرة بالعاصمة الليبية طرابلس، ورى الثرى جثمان القيادى السابق فى تنظيم القاعدة نزيه الرقيعى المكنى »أبو أنس الليبى «، الذى أعلن محاميه وفاته فى ٢ يناير الجارى بمستشفى فى نيويورك بعد تدهور صحته لإصابته بسرطان الكبد قبل أيام من بدء محاكمته. أدرج أبو أنس الليبى، ٥٠ عاما، مهندس فى تكنولوجيا المعلومات، على لائحة مكتب التحقيقات الفيدرالى »إف بى آى « كأخطر العناصر المطلوبة إثر اتهامه بالمشاركة فى تفجير سفارتى الولايات المتحدة فى تنزانيا وكينيا، اللذين قتل فيهما ٢٢٤ شخصا، وجرح أكثر من ٥ آلاف آخرين عام ١٩٩٨ .
نقل »الليبى « بعد اعتقاله فى طرابلس على أيدى كوماندوز »قوات خاصة أمريكية « إلى السفينة الحربية الأمريكية فى المتوسط »سان أنطونيو «، حيث أخضع للاستجواب من دون محام، وسلم بعدها إلى عناصر من الشرطة الأمريكية نقلوه بالطائرة إلى نيويورك فى ١٢ أكتوبر ٢٠١٣ ، فى عملية أثارت غضب السلطات الليبية باعتبارها مساسًا بسيادتها، ونددت بها منظمات حقوق الإنسان.
وكان من المتوقع أن تبدأ محاكمته ورجل الأعمال السعودى خالد الفواز فى ١٢ يناير بشأن الهجومين على سفارتى الولايات المتحدة، لكنهما دفعا ببراءتهما من التهم، التى وجهت إليهما، إلا أن متهمًا ثالثا هو المصرى عادل عبد البارى أقر بمسؤوليته عن هذين الهجومين. واتهم فى نيويورك عام ٢٠٠٠ أمام محكمة مانهاتن الفيدرالية مع ٢٠ عضوا من تنظيم القاعدة، قتل العديد منهم وبينهم أسامة بن لادن منذ ذلك الحين، بالتآمر لقتل مواطنين أمريكيين، وتدمير مبان وأملاك للولايات المتحدة، خصوصًا اعتداءى تنزانيا وكينيا.
أبو بكر البغدادى .. حصل على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ليصبح زعيم «القاعدة»
يطلق عليه عدة ألقاب أشهرها »الكرار « أو »أبو دعاء «، هو إبراهيم عواد إبراهيم على البدرى السامرائى، وشهرته أبو بكر البغدادى، قائد تنظيم القاعدة فى العراق، والملقب بأمير دولة العراق الإسلامية، قام بإعلان الوحدة بين دولة العراق الإسلامية وجبهة نصرة أهل الشام فى سوريا، تحت مسمى »الدولة الإسلامية فى العراق والشام .«
والبغدادى هو خريج الجامعة الإسلامية فى بغداد، درس فيها البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه، وعمل أستاذا ومعلما وداعية.
وبعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن هدد أبو بكر بالانتقام العنيف له، وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية فى ٤ أكتوبر »تشرين الأول ٢٠١١ « أن أبو بكر البغدادى يعتبر إرهابيا عالميا، ورصدت مكافأة قدرها ١٠ ملايين دولار، لمن يدلى بمعلومات تؤدى إلى القبض عليه أو قتله.
وفى ٢٩ يونيو ٢٠١٤ ، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام قيام »داعش «، ونُصب أبو بكر البغدادى خليفة لها، ويسيطر تنظيم أبو بكر البغدادى على أجزاء كبيرة غربى العراق وشرقى سوريا، بعد أن تمكن فى التاسع من شهر يونيو الماضى من التوغل فى العديد من المدن والبلدات العراقية.
كانت مهمة البغدادى تسهيل وترتيب قدوم النشطاء والراغبين فى الانضمام إلى صفوف القاعدة من سوريا والسعودية، وأيضا كشف بعض الملفات الاستخباراتية أن البغدادى كان مسؤولا عما يسميه تنظيم القاعدة بالمحكمة الإسلامية، حيث يقوم التنظيم بخطف الأشخاص أو حتى عائلات بأكملها، ويعرضهم للمحكمة الدينية، حيث يصدر قرار بتنفيذ حكم الإعدام علنا، وأصبح زعيم تنظيم القاعدة فى العراق عام ٢٠١٠ .
دوكو عمروف .. أعلن الجهاد على أمريكا وبريطانيا وإسرائيل
دوكو أحمدوفتش عمروف ولد فى قرية خرسينوف فى منطقة شاتوى فى جنوب الشيشان من قبيلة مالكوى تيب، تخرج عمروف فى كلية الهندسة من معهد النفط فى جروزنى.
أعلن دوكو عمروف فى أكتوبر ٢٠٠٧ أن أعداء المجاهدين الشيشان ليس فقط روسيا، بل كذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، فى أول إشارة واضحة إلى بداية تحول جدى للقضية الشيشانية من قطرية إلى قضية إقليمية. تبنت جماعته العديد من الهجمات ضد روسيا الفترة الماضية، التى كان آخرها التحريض على مهاجمة دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية، التى أقيمت فى منتجع سوتشى على البحر الأسود خلال العام الجارى ٢٠١٤ .
الملا فضل الله .. أسوأ شخصية فى عام 2014
الملا فضل لله يلقبه أتباعه، بالزعيم الأول لطالبان باكستان، من خارج قبيلة محسود المتمركزة فى جنوب وزيرستان، اختارته الحركة فى ٧ نوفمبر ٢٠١٣ قائدا جديدا لها، خليفة لحكيم لله محسود، الذى قتل بقذيفة صاروخية من طائرة أمريكية دون طيار.
الملا فضل لله، يستحق لقب أسوأ شخصية العام بلا منازع، فهو المسؤول عن الهجوم الأكثر دموية فى تاريخ بيشاور، حيث أمر فى جريمة وحشية بقتل تلاميذ فى مدرسة تابعة للجيش الباكستانى فى مدينة بيشاور أواخر العام الماضى.
وامتثل رجاله لأوامره، وأطلقوا الرصاص مباشرة على رؤوسهم، وأجهزوا على ١٤٨ تلميذا، وقتلوا معلمةً حرقاً، وأصيب ١٠٠ تلميذ بجروح متنوعة، حسب ما نقلته صحيفة بارزة »ذى نيوز « الباكستانية.
الزعيم الباكستانى مولعٌ بإحراق المدارس، وأقدم مراتٍ، على ذلك فى إمارته الإسلامية فى سوات، حيث أمر بفرض الشريعة الإسلامية بين ٢٠٠٧ و ٢٠٠٩ ، ورجاله هم من استهدفوا تلميذات فى قريةٍ هناك، فى أكتوبر ٢٠١٢ ، وكانت منهن ملالا يوسف زاى، التى احتفل العالم، فى أوسلو، بنيلها جائزة نوبل للسلام.
كارلوس «الثعلب» .. كابوس أوروبا الأسود
ولد كارلوس باسم إلييتش راميريز سانشيز فى أكتوبر ١٩٤٩ ، من أسرة فنزويلية ثرية، وأطلق عليه لقب الثعلب أو ابن آوى، بعد أن وجد بين أمتعته نسخة من كتاب فردريك فورسايت يوم الثعلب، واضطلع كارلوس بمهمات قتالية عدة، أشهرها احتجاز وزراء النفط فى الدول الأعضاء فى منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط (أوبك) فى عام ١٩٧٥ ، فى أثناء اجتماع لهم فى فيينا، وكان بينهم أحمد زكى يمانى، وزير النفط السعودى السابق، ونقلهم إلى الجزائر.
ويقضى كارلوس حكمًا بالسجن المؤبد منذ عام ١٩٩٧ ، بعد ٣ سنوات من اعتقاله فى السودان، ويقطن تحت المراقبة والحراسة المشددة فى سجن لوسانتى، ويسمح له تحت شروط عسيرة مقابلة أهله ومشاهدة التلفاز.
وأعادت فرنسا محاكمة بكارلوس فى عام ٢٠١٣ لإعادة النظر فى تورطه بتفجيرات وقعت فى العامين ١٩٨٢و ١٩٨٣ فى فرنسا، قتل فيها ١١ شخصا وجرح ١٥٠ ، كان على رأسها تفجير قطار بين باريس وتولوز فى مارس ١٩٨٢ ، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، وجرح ٢٨ آخرون، وتلاه هجوم آخر بعد شهر بسيارة مفخخة استهدف مقر مجلة »الوطن العربى «، التى كانت معارضة لسوريا فى باريس، قتل فيه أحد المارة وجرح ٦٠ شخصا، وانتهى الأمر بالحكم عليه بالسجن المؤبد.
أبو بكر شيكاو.. مسيرة دموية من الفقر إلى القتل
بالنسبة لكثير من النيجيريين، لا يمثل فارقا كبيرا، إذا ما كان الشخص الذى أعلن الجيش مقتله ٣ مرات هو زعيم جماعة »بوكو حرام « المتشددة أبو بكر شيكاو، أو منتحل شخصية الزعيم »المتوفى «، الذى يعاود الظهور بعد إعلان مقتله فى كل مرة، ويقول: »أتحداكم.. أنا هنا.. على قيد الحياة .«
زعيم تنظيم »بوكو حرام « هو أبو محمد بن محمد أبو بكر الشكوى، المعروف باسم أبو بكر محمد شيكاو، ولد فى أحد أعوام ١٩٦٥» فى قرية من المزارعين ومربى المواشى قرب الحدود مع النيجر فى ولاية يوبى (شمال شرق) «، ودرس الفقه لدى رجال الدين المحليين فى مايدوجورى العاصمة الإقليمية لولاية بورنو المجاورة.
وفى تلك الحقبة تعرف على الداعية محمد يوسف مؤسس »بوكو حرام «، قبل أكثر من ١٠ سنوات، ثم انضم إلى الحركة التى أطلقها يوسف وجذبت الشباب العاطلين عن العمل فى مايدوجورى متهمًا القيم الغربية التى أتت مع الاستعمار البريطانى بأنها مسؤولة عن المشكلات فى نيجيريا مثل الفساد المتفشى والفقر المدقع فى صفوف السكان. لكن عندما أصبح شيكاو على رأس »بوكو حرام « أصبحت الحركة أكثر »عنفا وفتكا وتدميرا «، وقتلت وجرحت آلاف النيجيريين وخطفت المئات، وبينهم فتيات وشردت ٦ ملايين آخرين، منذ بدأت حملتها العنيفة عام ٢٠٠٩ بعد وفاة زعيمها محمد يوسف.
باروخ جولدشتاين .. نفذ مذبحة الحرم الإبراهيمى لإفشال مباحثات السلام
يعد باروخ جولدشتن، الطبيب الإسرائيلى، صاحب إحدى كبرى المجازر الوحشية فى العالم، فهو المسؤول عن مذبحة الحرم الإبراهيمى فى ال ٢٥ من فبراير ١٩٩٤، ال ١٥ من شهر رمضان، حيث أطلق النار على المسلمين خلال أدائهم صلاة الفجر فى المسجد الإبراهيمى، ما أسفر عن استشهاد ٢٩ مصليا، وجرح ١٥٠ آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه.
الهدف وراء خطوة باروخ لهذا كان إفشال محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين إثر توقيع اتفاقية أوسلو، لهذا تصاعد التوتر فى مدينة الخليل وقراها وكل المدن الفلسطينية.
وبعد إغلاق البلدة القديمة فى الخليل لأكثر من ٦ أشهر قسم الحرم الإبراهيمى قسمين، يسيطر اليهود على الأكبر، وجزء منه للمسلمين، ويستخدم المستوطنون المسجد خلال الأعياد الصهيونية، ولا يسمح فيها برفع الأذان فى الحرم أو دخول المصلين المسلمين.
مختار بلمختار .. من رجل عصابات إلى أمير كتيبة الملثمين فى تنظيم القاعدة
»الأعور « أو »رجل المارلبورو «.. هو مختار بلمختار، أمير منطقة الصحراء فى الجماعة الإسلامية المسلحة والجماعة السلفية للدعوة والقتال وأمير كتيبة الملثمين فى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى ومؤسس كتيبة »الموقعون بالدماء « . نشأ فى غرداية بالجزائر، وبها كانت طفولته ودراسته، وعند بلوغه الدراسة الثانوية التزم فى مسجد الحى، ومع بدايات التزامه كان متابعا لأخبار الجهاد الأفغانى، ولم يكن له هدف سوى الهجرة والجهاد فى أفغانستان.
وفقد مختار عينا فى أثناء قتاله فى أفغانستان، وحلف يمين الولاء لتنظيم القاعدة، وسمى ابنه على اسم أسامة بن لادن.
وبتدبيره المفترض لاحتجاز رهائن فى منشأة غاز فى الصحراء الكبرى، أعاد بلمختار الجزائر مرة أخرى إلى خريطة الأعمال الجهادية العالمية بعد ٢٠ عامًا من انتهاء حرب أهلية جعلتها مسرحا لصراع دام على السلطة.وشارك بدرجة كبيرة فى عمليات مع عصابات خطف وتهريب، ما أكسبه لقب »رجل المارلبورو «، ودفع ذلك البعض إلى الاعتقاد بأنه يبتعد عن الالتزام بالجهاد، ويتجه صوب جمع المال من خلال الجريمة.
فى ١١ نوفمبر ٢٠٠٣ أُدرج اسم مختار بلمختار فى القائمة المُوحدة التى وضعتها لجنة مجلس الأمن بشأن تنظيم القاعدة وحركة طالبان.
أندرس برييفك .. وصف نفسه بأنه قائد الحملة الصليبية الجديدة
أندرس بهرنج بريفيك ولد ١٣ فبراير، ١٩٧٩ . هو مواطن نرويجى متطرف، وهو المشتبه به فى هجمات النرويج عام ٢٠١١ ، وهو كما يُعرفّ نفسه أنه مسيحى محافظ، وهو من اليمين المتطرف، كما أنه معاد للإسلام وانتشاره.
بدأ الرجل حياته كمندوب لمبيعات الهواتف فى إحدى شركات المحمول بالعاصمة النرويجية أوسلو، وفى ٢٢ يوليو ٢٠١١ تنكر بريبفك فى زى ضابط شرطة، ثم فتح النار على المراهقين، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ٨٥ ، وصدر الحكم عليه بالسجن ٢١ عامًا فى ٢٤ أغسطس ٢٠١٢ . وقال بريفيك فى أثناء محاكمته إنه يقود »حملة صليبية « ضد التعددية الثقافية، وضد الاجتياح الإسلامى لأوروبا، كما أنه اعتبر القاضى منحازا، ويعتمد على الحزب الحاكم، لذلك يطالب بأن يحاكم فى محكمة عسكرية، كأى جندى.
أحمدى كوليبالى .. حرامى .. متشرد .. فقير .. وأخيرًا إرهابى
ولد أحمدى كوليبالى، ٣٢ عاما، فى مدينة جوفيزى سور أورج جنوب شرقى باريس، وكان الأخ الوحيد لتسع شقيقات، وترعرع فى مدينة غرينيى، التى يتجاوز معدل البطالة فيها ٤٠ ٪، حيث أسهم فقر البيئة وبؤسها فى إخفاقه فى الدراسة، حيث لم يكمل دراسته الثانوية.
ومثل العديد من أقرانه فى ضواحى كبرى المدن الفرنسية، انحرف كوليبالى باكرا، ولجأ مرات عدة إلى السرقة، ولم يتردد أحيانا فى ارتكاب عمليات سطو مسلح، وأُدين على خلفية إحدى هذه العمليات بالسجن لمدة ست سنوات عام ٢٠٠٢ .
حينما خرج من وراء القضبان عام ٢٠٠٧ ، بدا كوليبالى راغبا فى الاندماج بالمجتمع، وحصل عام ٢٠٠٨ على عمل مؤقت فى مصنع لشركة »كوكاكولا « فى مدينة غرينيى، ثم تزوج عام ٢٠٠٩ بحياة بومدين، وهى فتاة ذات أصول جزائرية تصغره بستة أعوام. فى السنة ذاتها، كان أحمدى ضمن وفد من أبناء الضواحى، الذين استقبلهم الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى فى قصر الإليزيه، وكانت مدة عقد عمل كوليبالى على وشك الانقضاء، لذا صرحّ عشية اللقاء لصحيفة »لوبارسيان « المحلية بعزمه أن يلتمس من رئيس الجمهورية مساعدته فى الحصول على وظيفة دائمة، لكن تلك الرغبة لم تتحقق.