دخلت الجابون اليوم الأربعاء في حالة من عدم الاستقرار كالعديد من جاراتها في القارة السمراء، لينضم البلد الغني بالنفط إلى مشهد الانقلابات، إذ يخفي في كواليسه صراع القوى العظمى داخل القارة.
وعقب إعلان فوز الرئيس علي بونجو بولاية رئاسية ثالثة، أعلن عسكريون في الجيش الجابوني سيطرتهم على السلطة وإغلاقهم لحدود البلاد، معتبرين أن نتائج الانتخابات “باطلة”.
الجابون دولة تقع في غرب وسط إفريقيا يحدها خليج غينيا إلى الغرب وغينيا الاستوائية إلى الشمال الغربي والكاميرون إلى الشمال وجمهورية الكونغو نحو الشرق والجنوب، وعاصمتها وأكبر مدنها هي مدينة ليبرفيل.
فما هو تاريخ الجابون ؟
أول أوروبي وصل للجابون هو الملاح البرتغالي دييجو في القرن الخامس عشر، واسم البلاد الحالي يعود إلى الاسم البرتغالي “غاباو”.
في عام 1910 أصبحت الغابون واحدة من 4 أقاليم في إفريقيا الاستوائية الفرنسية وهو اتحاد دام حتى عام 1959، ثم نالت استقلالها في 17 أغسطس 1960.
انتخب “ليون إمبا” أول رئيس للغابون في عام 1961، وكانت المصالح الفرنسية عنصراً حاسماً في تحديد مستقبل الزعامة في الجابون بعد الاستقلال.
تدفقت الأموال الفرنسية في الحملة الانتخابية الناجحة لـ إمبا، ثم حاول انقلاب عسكري الإطاحة به لكن فرنسا تصدت له 1964م.
استلم الرئيس الراحل عمر بونجو أونديمبا (والد الرئيس الحالي) السلطة في الفترة من 1967 حتى وفاته يونيو 2009 وأعيد انتخابه لثلاث فترات رئاسية متتالية مدة كل منها سبع سنوات.
تولى على بونجو الرئاسة بعد والده وظل يحكم لمدة 14 عامًا فاز خلالها في دورتين انتخابيتين فيما خاض الانتخابات الرئاسية الثالثة السبت 26 اغسطس 2023 .
كما هو الحال في الانتخابات السابقة في الجابون طعنت أحزاب المعارضة بالنتائج، كما كانت هناك دعوات للمقاطعة واتهامات بتزوير الانتخابات والرشوة، أثار إعلان نتائجها أعمال نهب وحرق للقنصلية الفرنسية في بورت جنتيل.
في 7 يناير 2019 وقعت محاولة انقلاب في الجابون، عندما نجحت مجموعة من ضباط الجيش الجابوني في السيطرة على مبنى الإذاعة الوطنية ومنعوا إذاعة كلمة الرئيس علي بونجو أونديمبا بمناسبة العام الجديد، لكن ألقي القبض على الضباط المتورطين، وأعلنت الحكومة في دولة الجابون فشل محاولة الانقلاب.
تقديرات سكان الجابون 2.3 مليون نسمة، وتتحدث بالفرنسية، وتعد صاحبة أعلى معدل دخل للفرد في إفريقيا بفضل ثرواتها في النفط والذهب واليورانيوم.
تتعامل الجابون بالفرنك الإفريقي ولها شراكات تجارية مع الولايات المتحدة والصين وروسيا بالنسبة للصادرات، بينما تأتي أغلب الواردات من فرنسا، وهي عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”.
الجابون ليست عضوا في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”.