في الوقت الذي تقترب فيه مصر من الحصول على الشريحة الأخيرة من قرض صندوق النقد الدولي والمقدر إجمالاً بـ12 مليار دولار في غضون ثلاثة اشهر، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحرص مصر على “استمرار التعاون مع الصندوق”.
وأعرب الرئيس خلال استقباله، أمس، كريستين لاجارد، مدير عام صندوق النقد الدولي، بمقر إقامته بواشنطن، عن “التقدير للشراكة المثمرة والتعاون البناء بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولي لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل” ومنوهاً إلى “ما تمثله الشراكة بين الجانبين من توفير مناخ إيجابي لكافة المستثمرين وأسواق المال العالمية حول الاقتصاد المصري، وفرص الاستثمار والآفاق الواسعة التي يوفرها”. وأفادت رئاسة الجمهورية، في بيان أمس، أن لاجارد قدمت من جانبها التهنئة للسيسي على “ما تم انجازه في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي من قبل الحكومة المصرية”، ما أدى إلى “تحسين المؤشرات الاقتصادية المختلفة على نحو لافت عكس التطبيق الناجح والدقيق لخطوات الإصلاح الاقتصادي، وأن الصندوق حريص على مواصلة التعاون البناء مع مصر لاستكمال آخر مراحل برنامج الإصلاح الاقتصادي بنجاح”.
وعلى صعيد آخر وعلى هامش زيارة السيسي إلى واشنطن، شارك الرئيس، أمس، في “مأدبة العشاء التي أقامتها غرفة التجارة الأمريكية على شرف الرئيس المصري، بحضور كلٍ من النائب الأول لرئيس الغرفة التجارية الأمريكية ورئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي، بالإضافة إلى رؤساء ومديري العديد من كبري الشركات الأمريكية”.
وأمريكا هي ثالث أكبر مستثمر في مصر عام 2017 – 2018 بينما تعد مصر أكبر متلقي للاستثمار الأمريكي في إفريقيا، والثانية بالشرق الأوسط، وتقدر نسبة الاستثمارات الأمريكية في مصر بـ17.7% من إجمالي الاستثمارات الواردة للبلاد، وذلك بحسب بيانات رسمية لمجلس الوزراء. وارتفعت الاستثمارات الأمريكية في مصر بنسبة 22.5%، لتصل إلى 2.244 مليار دولار عام 2017-2018 مقارنة بـ1.832 مليار دولار عام 2016-2017.
وبحسب بيان للرئاسة، فإن اللقاء “شهد حواراً مفتوحاً مع ممثلي قطاع الأعمال الأمريكي الحاضرين، والذين أبدوا اهتماماً بالعمل في مصر أو التوسع في مشروعاتهم القائمة”. وأضافت الرئاسة، أن الحضور أشادوا بـ”التقدم المحرز على صعيد جهود الإصلاح الاقتصادي في مصر، لا سيما من خلال التدابير التي تم اتخاذها لتحسين بيئة الاستثمار وتشجيعه، فضلاً عن المشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها، والتي أسهمت في أن تكون مصر نموذج وقصة نجاح يحتذى بها على صعيد التعاون مع صندوق النقد الدولي، مع الإعراب عن الحرص على العمل خلال الفترة المقبلة على تعزيز الاستثمارات الأمريكية في مصر في مختلف المجالات، لا سيما الصحة والطاقة والتكنولوجيا والسياحة”.