لا تزال فضحية الاتهامات الجنسية لواحد من أشهر رجال الدين في إيران المقربين من المرشد الأعلى على خامنئي، تهز مواقع التواصل الاجتماعي مما وضع السلطة القضائية في البلاد المتهمة بتجاهل الدعاوى في موقف حرج.
ويواجه سعيد طوسى أشهر قارئ للقرآن في إيران، دعاوى تتهمه بالاعتداء الجنسي على طلابه الذكور .
ففى واقعة غير مسبوقة، اتهم ثلاثة رجال المقرئ سعيد طوسي بالاعتداء الجنسي والاغتصاب، عندما كانوا في سن 12 و13 عاما، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.
وظهرت الادعاءات للعلن للمرة الأولى عبر مواقع التواصل، التي لها حضور كبير في إيران في غياب حرية الصحافة.
وتحدث بعض الضحايا علنيا لشبكة التلفزيون الفارسي التابعة لإذاعة صوت أميركا، بعدما لم تجد دعواتهم إلى العدالة أي صدى لدى النظام القضائي.
وتناولت وسائل إعلام محلية، من بينها الصحيفتين الإصلاحيتين شرق واعتماد، تقارير تتحدث عن اعتداءات جنسية قام بها طوسى الذى يبلغ من العمر حاليا 46 عاما.
وأصدر طوسىي بيان أنكر فيه الاتهامات، واصفا إياها محض أكاذيب تهدف إلى تشويه صورة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
وينظر كثير من الشباب المتحمس لطوسى على أنه نموذج يحتذى به كونه واحد من أفضل قارئي القرآن في إيران وحائز على جائزتين عالميتين في تلاوة القرآن.
ويؤدي طوسي تلاوة القرآن في وجود خامنئي في مناسبات عديدة، ما يعني أنه من الدائرة المقربة للزعيم الإيراني.
وبحسب صوت أميركا، فقد أقيمت العديد من الدعاوى قبل أربع سنوات ضد طوسي، والذي اتهم في بادئ الأمر قبل إسقاط التهم لاحقا.
وكسر الضحايا الذين ينتمون لعائلات ذات خلفية دينية محافظة، حاجز الصمت تدريجيا بالحديث مع صوت أميركا والخدمة الفارسية في هيئة الإذاعة البريطانية، بعدما فقدوا الأمل في إحالة الأمر إلى القضاء.
وبحسب الجارديان، فقد توالت الاتهامات بالاعتداء الجنسي على طوسى، حيث تحدث 10 أشخاص حتى الآن عن تعرضهم لاعتداءات.
وقال أحد الضحايا إنه تعرض للتحرش عندما كان بصحبة طوسي خارج البلاد للمشاركة في مسابقة للقرآن، موضحا:” تلمس جسدى بينما كنا في الطائرة، لقد تحرش بي”.
وأضاف:” عندما وصلنا إلى الفندق، كان من المفترض أن ننزل في غرفتين، لكنه رتب الأمر من أجل أن ننزل في غرفة واحدة”.
وتابع:” كان عمري حينها 12 عاما. لقد غدر بى، فبينما كنت أستحم، دخل الحمام عاريا.. كنت في صدمة ولم أستطع الصراخ، فقد توقف عقلي.. وقد فعل فعلته”.
وقال شخص آخر إنه اقترب من طوسى لأنه كان متحمسا للتعلم من وأحد من أفضل أساتذة التلاوة.
وأضاف:” أخذني إلى حمام عام وهناك فعل فعلته بى، متذرعا بأنه يقوم بتدليكى”. وروى أن طوسي كان مرعوبا بعد ذلك وتوسل إليه بعدم إخبار أي أحد.
وذكر ضحية ثالث أنه تعرض للاعتداء الجنسي أيضا بذريعة “التدليك”.
وليس من الواضح إلى أي مدى وصلت الإجراءات القانونية في قضية توسي، لكن انتشار الأمر أجبر السلطات على القول بأن القضية لم تغلق بعد وأنها لا تزال قيد التحقق.
وقال المتحدث باسم القضاء غلام حسين محسني إن أربعة من الضحايا رفعوا دعاوى قضائية، وقد أحيلت لقاض متخصص للنظر فيها.
ودافع رئيس السلطة القضائية آية الله صادق لاريجانى عن مؤسسته في تعليقات تحمل تحذيرا للضحايا، بقوله، إن الذين تعاونوا مع وسائل إعلام معادية، يجب أن يعاقبوا.. لذا فنحن نعرف من هو مخلص للثورة ومن ضدها”.