يقول «فاروق»: “كان لدي مكتب في قبو كل قصر اعتدت أن أستقبل الزوار فيه دون مراسم رسمية، وحيث احتفظ بمجوعتي الشخصية من العملات والأختام. كان مريحًا أن أغير المعاطف الرمادية الرسمية التي أرتديها أثناء تأدية المهام الملكية، لبدلة مريحة وقميص مفتوح الياقة، لقضاء بضع ساعات من الحرية في مكتبي بالقبو.
عندما كنت أعاني من مشاكل مع زوجتي الأولى، أو مشاكل مع أمي بسبب علاقاتها، أو شجارات مع السفير البريطاني حول السماح بدخول الشيوعيين للقاهرة، ومشاكل داخلية مع القوة الصاعدة للوفديين، كانت مجموعتي من الأختام والعملات هي التي تخرجني من الإرهاق العصبي”.
اقرأ أيضًا: لحية الملك فاروق!!
ويتابع: “كنت دائمًا من هواة جمع العملات والأختام. كان لدي تشكيلة من العملات والأوراق المالية لا مثيل لها في العالم. أحد أكثر الأشياء قيمة في مجموعتي كانت ورقة مالية بريطانية بـ10 آلاف جنيهًا إسترليني. فقط اثنين آخرين في العالم، إحداهما في التشكيلة الخاصة للسيد وينستون تشرشيل (رئيس وزراء بريطانيا)، والأخرى في التشكيلة الخاصة للراحل الملك جورج الرابع..
اقرأ أيضًا:حكاية العلقة السخنة اللى خدتها زينات صدقى فى ترام العتبة؟!!
لم يكن لدي فقط عملات ذهبية، ولكن نماذج حقيقية لأعمال ذهبية من الحضارات السابقة وحتى يومنا هذا. كان لدي مجموعة فريدة لتطور أوراق اللعب من بداية استحداث اللعبة وحتى العصر الحديث، كذلك أوراق اللعب التي استخدمها كل ملوك فرنسا، أباطرة الصين القدامى، أوراق اللعب التي استخدمت في أول كازينو في موناكو، وحتى أوراق اللعب التي استخدمت في مراكب القمار في الميسيسيبي.
الملك فاروق وتشيرشل
ويضيف: “بإصبع مرتجف، عبث الضابط المعين من قبل الإخوان المسلمين بهذه المجموعة التي لا تقدر بثمن، وسحب منها ورقة من أوراق اللعب على ظهرها صورة امرأة.
الزهر المرصع بالجواهر في المجموعة كان يعود للبلاط الملكي القديم بفرنسا. وضعت معهم عجلة روليت وتم توزيع هذه المجموعة في جميع أنحاء الغرفة، وتم وصفها بغرفة قمار فاروق.
اقرأ أيضًا: كلوت بك الذى لا نعرف عنه سوى شارع باسمه
كنت دائمًا أقامر في نادي القاهرة للسيارات، لم أفعلها أبدًا في القصور، حيث الكثير من الرسميات لتتوفر أجواء مريحة للعب. بالطبع لم يكن هناك غرفة قمار في قصر القبة. السجلات في نادي السيارات تظهر أنني قامرت هناك بشكل معتاد بما يكفي ليرضي أعدائي.
أًصرح بهذا صراحة وبهدوء ووضوح. لم أتظاهر أبدًا بأنني قديس. لقد كنت منخرطًا بشكل كبير في الأشياء الجيدة في الحياة. أستمتع بالطعام الجيد وبالصحبة الجيدة. كان دخلي 100 ألف جنيه إسترليني في العام، وكان بإمكاني أن أتحمل تكاليف الاستمتاع بتلك الأشياء. أي رجل بـ100 ألف جنيه إسترليني في العام، وبشبابه وحيويته لن يستمتع بالطعام والصحبة الجيدة إذا استطاع؟»
نادي السيارات حيث كان يقامر الملك فاروق
ويستكمل: «إذن، إلى هؤلاء الذين يشغلون أنفسهم لمعرفة هل قامر الملك فاروق، الإجابة هي: نعم، بالطبع! ولكن ليس على مباريات كرة قدم ولا الياناصيب، ولا على عجلة الروليت، والتي هي أصلًا لعبة صبيانية. كنت أقامر على الطاولة بأوراق اللعب. لم أقامر أبدًا بأكثر مما أملكه وكنت أفوز عادة أكثر مما أخسر.
(الآلة المعقدة) في غرفة نومي التي اجتمع حولها الصحفيون، ليقال لهم إنها كانت (جهاز اخترع لفاروق لتعرض له صور خارجة وهو في سريره) هي آلة مونتاج ألمانية بسيطة كتلك التي يستخدمها المهووسون بالتصوير حول العالم لتعديل وتوصيل أفلام كاميراتهم. ككثير من الأسر الملكية، كنا نشعر بسعادة كبيرة بتسجيلات كاميراتنا للمناسبات الرائعة.
اقرأ أيضًا: فرحة لم تكتمل..قصة وفاة عروسين بعد 48 ساعة زواج فقط
كان هناك مجموعة أخرى كنت أشعر بالفخر والاهتمام بتجميعها، ولا أستطيع أن أسعد بما قاله رجال بروباجندة نجيب عنها. هي مجموعة من العطور ومستخرجات النباتات النادرة. هناك عطور كالتي حملها التجار الفينيقيين للبرطانيين القدامى، وكثير من عطور العصور الوسطى من إيطاليا وفرنسا، وكذلك الشرقية. قطرة واحدة من مستخرج وردة جوري حقيقية تكلف 50 جنيهًا إسترليني، أما جرام واحد من العنبر فهو أقيم لهواة جمع العطور من الذهب. العطور الحقيقية، بعيدًا عن تلك التي أعاد تركيبها خبراء عطور لي بشكل خاص، يعود تاريخها لحوالي 200 عام”.