أكد النائب العام السويسري، مايكل لوبر، أن هناك تعاونا وثيقا على المستوى القضائي بين بلاده وبين السلطات المصرية لمحاولة استرجاع 590 مليون فرنك سويسري موجودة في البنوك السويسرية.
وأضاف النائب العام السويسري، في لقاء صحفي عقده بالقاهرة، أنه قدم 30 طلبا قانونيا للسلطات المصرية من أجل تقديم المساعدة القانونية لتحديد ما إذا كانت الأصول المجمدة في سويسرا أتت من خلال أعمال إجرامية وهناك تحليلات تتم لمعرفة التدفقات المالية والعلاقات الشخصية والارتباطات الأخرى وهي أسباب مباشرة لتحديد الجريمة وفقا لمتطلبات القانون السويسري.
وأضاف النائب العام السويسري، مايكل لوبر، أنه منذ بداية التحريات السويسرية كان هدف بلاده هو إعادة الأموال المجمدة لأصحابها الشرعيين نظرا لأن هذه الأموال ليست ملكا لسويسرا، مشيرا إلى أن هناك أحكام قضائية مصرية صدرت مؤخرkا وتتفق مع الإجراءات المطلوبة في سويسرا ولابد من ربط العلاقة المباشرة بين العمل الإجرامي وبين الأصول الموجودة في البنوك السويسرية.
وأوضح أنه قام اليوم بمقابلة زملاءه المصريين لتبادل المعلومات التفصيلية للوضع الحالي، مشيرا إلى أن التبادل القضائي بين البلدين جيد ولكن هذا التعاون يسير بشكل بطئ نظرا للظروف الراهنة في مصر والاختلافات بين النظم القانونية في مصر وفي سويسرا.
وتابع النائب العام السويسري قائلا “إن الأصول المحجوزة هي مجمدة قانونيا”، مشيرا إلى أنه من أجل إعادتها هناك إجراءات مختلفة يتوجب أن يتم مراعاتها في القانون الجنائي والإداري السويسري ومن ثم فإن السلطات السويسرية تقوم بتحليل الأحكام المختلفة للسلطات القضائية في بلدان الربيع العربي بعناية تامة ولذا تستغرق وقتا طويلا.
وشدد النائب العام السويسري على أهمية سرعة استكمال الإجراءات القضائية بين البلدين في فترة معقولة.. مشيدا في الوقت نفسه بالتبادل المعلوماتي بين البلدين إلا أنه
يتعين على جميع الأطراف بذل المزيد من الجهود للتقدم في هذا الملف.
وأعرب مايكل لوبر عن سعادته باللقاء الذي دار مع المستشار نبيل صادق النائب العام وبحث معه إجراءات سرعة إعادة الأموال إلى أصحابها الشرعيين وفقا لنتائج التحريات.
وأكد النائب العام السويسري أن الأحكام القضائية التي صدرت من جانب القضاء المصري في حق الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه يتم تحليلها حاليا ، مشيرا إلى أنه إذا ثبت وجود علاقة بين هذه الجريمة وبين الأموال الموجودة في سويسرا ، سيتم استرجاعها على الفور ، أما إذا لم يكن هناك علاقة فسيتم طلب المزيد من التوضيحات للجانب المصري.
وأضاف أن استشهاد النائب العام السابق هشام بركات تسبب في تعطيل سير الإجراءات القانونية نظرا لأنه كان يترأس لجنة استرداد الأموال من البنوك السويسرية ، معربا عن ثقته في النظام القضائي المصري ومهنيته.
ونوه إلى أن هناك أكثر من 5.5 مليار فرنك سويسري مجمدة في المصارف السويسرية في أمور ثانية للعديد من الدول الأخرى ، ولذا يتعين الصبر حتى تتحقق العدالة الناجزة.
وأوضح انه بالنسبة لمصر فإن إجمالي الأموال المجمدة تبلغ 590 مليون فرنك سويسري ، ومملوكة لأربعة عشر شخصا من رموز نظام مبارك ، لافتا إلى أن استرداد الأموال متوقف على أعمال ونتائج العدالة المصرية ، مؤكدا أن الأحكام القضائية الصادرة مؤخرا في مصر ضد بعض رموز مبارك تخضع للدراسة والتحليل العميق لكشف علاقة هذه الأموال غير المشروعة بالحسابات المصرفية المجمدة في البنوك السويسرية.
يذكر أنه بعد الأحداث التي شهدتها مصر في عام 2011 ، وبناء على بلاغات الوحدة السويسرية لمكافحة غسيل الأموال ، فتحت النيابة العامة السويسرية ثلاث قضايا جزائية بتهمة الاشتباه في غسيل الأموال طبقا لنص المادة رقم 305 مكرر من قانون العقوبات السويسري ، وبعد مدة قصيرة تم توسيع نطاق هذه التحقيقات لتشمل المخالفة أو الدعم لمنظمة إجرامية ، ومن ثم قامت النيابة العامة السويسرية بضم هذه القضايا الثلاثة في قضية واحدة تمس 14 متهما من رموز نظام مبارك.
وقبلت النيابة العامة السويسرية منح مصر صفة مدعي في هذه القضية الجزائية ، إلا أن حقها في الإطلاع على الملف تم تعليقه بعد ذلك ، وسوف يرفع هذا التعليق تدريجيا ومتوازيا مع القرارات النهائية التي تصدر في قضايا المساعدة القضائية.
وقد بدأت النيابة العامة السويسرية تنفيذ طلبات المساعدة القانونية الواردة من السلطات المصرية من عام 2011 ، إلا أن الأحداث المتتابعة التى شهدتها مصر قد عرقلت تنفيذها.
وفي شهر يونيو الماضي ، أصدرت النيابة العامة السويسرية قرارا بحفظ جزئي يمس مخالفة المشاركة أو الدعم لمنظمة إجرامية ، وعليه قامت مصر بالطعن على هذا القرار الخاص بالحفظ الجزئي ، ولهذا لم يكتسب القرار السويسري الصيغة النهائية أو الباتة.
وكان المستشار نبيل أحمد صادق النائب العام وعدد من قيادات النيابة العامة قد أجروا ، أمس السبت ، جولة مباحثات مع النائب العام السويسري والوفد المرافق له ، تناولت عددا من الملفات وفي مقدمتها استرداد الأموال المهربة بالخارج، والموجودة داخل الأراضي السويسرية، والمشكلات القانونية التي تواجه استعادة مصر لتلك الأموال ، والحلول المقترحة للتغلب على تلك المشكلات.
وذكرت النيابة العامة – في بيان مساء اليوم السبت – أن الجانبين المصري والسويسري دارت بينهما المناقشات في إطار إيجابي لإيجاد حلول غير نمطية لتسهيل والإسراع بإجراءات استرداد تلك الأموال في ضوء الأنظمة القانونية المطبقة في كلا البلدين.
واتفق المجتمعون على إجراء جولة أخرى لاستكمال المحادثات دعا الوفد السويسري إلى عقدها في سويسرا.
وأشارت النيابة العامة إلى أن الاجتماع تطرق أيضا إلى بحث دعم علاقات التعاون القضائي بين النيابة العامة ونظيرتها السويسرية.