“أنا اعيش صديقة لهواياتى، وأستعيد معها ذكرياتى، وأتغلب بهما على ما يقابلنى فى حياتى من عقبات. وكما قلت لقد أنقذنى حبى للفن من الجنون!! “
كان الرسم والفن يعنى لها الحياة إنها الملكة فريدة، الملكة التى ودعها العامة والشخصيات الهامة حتى قبرها، بحالة من الحزن لم يشهد لها مثيل.
هو خالها ومن علمها الرسم ودائمًا ما كان ينصحها بأن تضع كل أحاسيسها فى الرسم وأن ترسم كل ما يخطر لها من ذاكرتها. وتقول عنه:
مع حبى لخالى محمود سعيد حاولت بكل جهدى أن أبتعد عن أسلوبه وأن يكون لى أسلوبى، والحمد لله فقد نجحت فى ذلك وجعلت لنفسى أسلوبًا خاصًا يجمع بين اللون والإضاءة حيث إن الإضاءة أصبحت جزءًا من لوحاتي، ولكن الذى أخذته عن خالى هو أن عكست لوحاتى شكل الحياة المصرية، ولكن عن طريق الإضاءة ممكن أن ترى للوحة الواحدة عدة أشكار عند الفجر أو الشروق أو فى الظهيرة أو عند الغروب
وما حال بينها وبين الرسم، واجباتها الملكية، وبعد طلاق الملكة فريدة من الملك فاروق عادت لهوايتها القديمة، وباتت ترسم فى أوقات فراغها. وفى عام 1954 قررت احتراف الرسم لتغطية نفقات معيشتها وبناتها، خاصة بعد فرض الحراسة على ممتلكاتها نتيجة لثورة يوليو 1952.
أقامت الملكة السابقة العديد من المعارض الفنية فى مدريد وباريس والقاهرة وجينيف وبلغاريا، واستطاعت كسب عيشها من بيع لوحاتها الفنية.
كانت فريدة تعشق التراث القديم مع متابعتها لحركة الفن التشكيلى الحديث وتطورات الفن المعمارى فى هذا المجال قالت:
إن الفنان المصرى المهندس حسن فتحى ثروة قومية كبيرة لمصر بل وللعرب وأن يتواجد مهندس مصرى عربى بهذا الفهم وبهذا الإدراك للتر اث ولفلسفة العمارة وربطها بالبيئة فعلينا أن نستفيد من أعماله العظيمة لما لمدرسته من تمييز وأستطيع أن أقول عنه أنه من عمداء الفن المعمارى على مستوى العالم.
لقد كانت فرنسا العاصمة التي أعلن فيها ميلادها الفني،حيث احترفت الرسم وكانت سعيدة بالنجاح الذي لقاه معرضها الأول في باريس.
فباريس عاصمة الفن والثقافة، وكانت تنزل يوميًا لتشتري الكتب وأدوات الرسم الجديدة أو كما تسميه بتكنولوجيا الفن التشكيلي.
بدأت تثبت أقدامها في الفن، وبدأالألوان والأحبار ومسطحات اللوحات ومواد الرسم، وكل جديد في عالم الفن التشكيلي.
وكل شئ متوافر والجو الفني المحيط يدعوعها للاجادة والعمل ومزيد من الإنتاج.
بدأت تكاليف المعيشة ترتفع واصبحت تنفق كثيرًا على شراء الأدوات الفنية، وكانت هناك ضرائب كبيرة فرضتها الحكومة الفرنسية على أصحاب العقارات والشقق لذا قررت التخلص من الشقة التي أهداها لها شاه إيران. وبدأت الاستعداد لعمل أول معرض في باريس.
في عام 1970 درست تاريخ الفن في فرنسا في مدرسة اللوفر والليثوجراف في أتيليه مورلوت الشهير بتولوزلوتريك.
ودرست فن الحفر على المعدن في أتيليه ريجال.
بدأت تستعمل مواد وعناصر جديدة لم تكن معروفة، وخاصة الإضاءة ولم تكن متأكدة أن هذا الاتجاه سيجد قبولا.
حضر المعرض نجاحًا منقطع النظير فقد حضره الكثير من الكتاب وأصحاب المدارس الفنية. واستقبلها النقاد العالميون بترحاب. وهذه بعض شهادات وآراء النقاد العالميين:
كلود راشل
إن هذا الفن الجديد الذي يتبدى في أعمال التصوير للفنانة جلالة الملكة فريدة إنما يملك ناصية هامة في بلورة المجال المرئي. فوق سطوع اللوحات تتحرك الشخوص -الريف المصري بقراه ومنازله في سياق الدورة الشمسية- الأشكال الأكتوبلازمية للعناصر معالجة بمهارة وبسرعة فائقة تبين لنا القلق الدائم الذي الفنان توصيله إلينا بسرعة أكثر عبر حالات النفس التي تواتينا. ومثل كل الفنانين الحقيقين فإنها فنانة متميزة وتبتكر شكلًا تصويريًا جديدًا منطلقة نحو نحرر في مجال المرئيات.
لوحاتها الفنية
عدم وجود الريف بنسبة كبيرة في لوحاتها في معرض 1985
تفسر ذلك أن الريف قد تغير فمكان الزروع مباني كثيرة حتى الفلاحة البسيطة التي تصحو مبكرًا لكي تصنع العيش وتربي الطيور، وتذهب إلى الأرض مع زوجها لتساعده، لقد باتت تنتظر الطيور واللحوم القادمة من العواصم وتباع في المجمعات وتنتظر العيش الآلي وتساعد زوجها على ترك الأرض لكي يجلب النقود الكثيرة من أماكن أخرى أو تساعده على أن يجرف أرضه ويبني ويعيش في المدن. بعد أن سنت الدولة قوانين بمنع تجريف التربة من أجل ذلك نظرت إلى لوحة الفلاح.
وفى صورة نادرة تظهر “فريدة” فى مرسمها تمارس عملها، وذلك قبل وفاتها بسنوات.