تباين الموقفان الفرنسي والأمريكي من التطورات الأخيرة التي حدثت في النيجر بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح الشهر الماضي بالرئيس النيجري، محمد بازوم.
فبعد أن كانتا حليفتين لكل منهما قواعد عسكرية في النيجر، ويعملان هناك سويا على مواجهة التنظيمات الإرهابية، ظهر اختلاف إثر الانقلاب بين الدولتين في التعامل مع الأزمة، فبينما أعلنت فرنسا رفضها الشديد للانقلاب وما نتج عنه، بل وحشدت حلفاءها في المنطقة ضده، كان الموقف الأمريكي أكثر هدوءً، ولم تصف واشنطن ما حدث بأنه “انقلاب”.
وتحدثت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية عن بوادر أزمة بين واشنطن وباريس، في ظل الموقف الأمريكي الذي يميل للتعامل مع المجلس العسكري، مبرزة أهم نقاط الخلاف بين البلدين:
1 ) واشنطن ترى أن هناك فرصة للدبلوماسية لإعادة الأمور لنصابها، فقد ذكر وزير الخارجية الأمريكى أنتوني بلينكن، في 15 أغسطس الجاري للصحفيين: “لا نزال نركز بشدة على الدبلوماسية لتحقيق النتائج التي نريد”، أي عودة النظام الدستوري.
2 ) ترفض الإدارة الأمريكية توصيف إطاحة الجيش ببازوم بأنه “انقلاب”، لأن من شأن هذا التوصيف إنهاء المساعدات الأمريكية الأمنية والتدريب، وهو ما قد يؤثر على وجود واشنطن تحت اسم مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء بوسط وغرب إفريقيا، ويفتح الباب لتمدد روسي محلها.
3 ) بينما تدعم باريس توجه المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” للتدخل العسكري في النيجر، لم تعلن الإدارة الأمريكية ما إذا كانت ستوفر الخدمات اللوجستية لـ”إيكواس” لتنفيذ ذلك، وأعرب المسئولون الأميركيون عن شكوكهم في التدخل العسكري.
4 ) غضبت باريس من زيارة فيكتوريا نولاند، نائبة وزير الخارجية الأمريكية بالإنابة، إلى النيجر واجتماعها مع قادة الانقلاب.
5 ) لم تنظر باريس بعين الرضا لقيام واشنطن بتعيين سفيرة جديدة في النيجر، هي كاثلين فيتزجيبون، والتي وصلت إلى نيامي “لقيادة المهمة خلال وقت حرج لدعم المجتمع الأمريكي ولتنسيق الجهود الحكومية”، حسبما قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتيل.
6 ) تبذل أميركا جهودا كبيرة لتجنب أي احتمال لإجبار جيشها على الانسحاب من النيجر، لأن الانسحاب سيفقدها مكاسب استخباراتية حيوية لها ولحلفائها في منطقة الساحل، لذلك تؤكد الولايات المتحدة على أنه لا يوجد حل عسكري يعتبر مقبولا.
ولم تنجح عدة وفود دبلوماسية، تابعة للأمم المتحدة و”إيكواس” والولايات المتحدة، توجهت إلى النيجر للقاء قادة الانقلاب في حل الأزمة، ولم يتم الإعلان عن التوصل لحل سلمي بعد.