تمكن فجر اليوم الجيش التركى من تنفيذ عملية عسكرية خاطفة داخل الأراضى السورية لإجلاء 38 جنديا تركيا كانوا يحرسون ضريح سليمان شاه ، فى محافظة حلب شمالى سوريا ، حيث قتل جندى تركى فى المهمة .
وسليمان شاه ، هو جد عثمان الأول ، مؤسس الدولة العثمانية وحسب اتفاق قديم بين تركيا وفرنسا عام 1921، يخضع الضريح للسيادة التركية، ويسهر على حمايته جنود أتراك يتم تبديلهم بانتظام .
وشارك في العملية العسكرية التي بدأت في ساعات الليل الأولى ليوم الأحد وانتهت صباحا مروحيات عسكرية وطائرات للإنذار المبكر والتحكم المحمولة جوا من طراز “أواكس”، بالإضافة إلى طائرات من دون طيار، وفق ما نقلت وسائل إعلام تركية محلية .
ودخلت 39 دبابة ، و57 عربة عسكرية تركية ، إلى الأراضي السورية في جنح الظلام ، يرافقها عدد من عناصر القوات الخاصة التركية ، فى مهمة أشرف عليها مسؤولون من غرفة العمليات فى مقر هيئة الأركان العامة التركية بشكل مباشر ، وفق ما ذكرت صحيفة ” حرييت ” التركية .
وأكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو فى لقاء مع صحفيين فى مقر قيادة الجيش أن ” العملية انطلقت عند الساعة 21:00 (19:00 ت غ ) ، بمرور 572 جنديا عبر مركز مرشد بينار الحدودي”، جنوب شرقي البلاد.
وعبر عن ارتياحه ” لحسن سير” العملية العسكرية ، التى كانت “تنطوي على مخاطر كبيرة”، وتم تنفيذها في عمق 30 كيلومترا داخل الأراضي السورية.
وبدون الدخول في أي اشتباكات، غادرت القوات التركية سوريا في وقت مبكر الأحد، وفجرت مبنى الضريح بعد استخراج رفاة سليمان شاه، ونقلت جميع مقتنياته، وذلك لمنع مسلحى ” تنظيم الدولة ” من استخدامه قاعدة له.
وأعلن رئيس الوزراء التركي في سلسلة من التغريدات عبر تويتر، أن نقل الضريح هو “أمر مؤقت”، مضيفا أن الجيش تمكن من السيطرة على منطقة أشما فى سوريا ، ورفع العلم التركي عليها، حيث سيتم نقل الضريح إليها في وقت لاحق “.
وأضاف داودأوغلو في مؤتمر صحفي بأنقرة، الأحد، أن ” العملية تمت بنجاح وعاد 38 جنديا بسلام إلى تركيا”، مشيرا إلى أن بلاده ” لم تطلب إذنا ولا مساعدة فى المهمة ” ، لكنها أخبرت حلفاء فى التحالف الدولى ضد ” تنظيم الدولة ” بعد بدئها .