لا يوجد مثل الضغط يجعل الذاكرة تتشتت, فقد أظهرت دراسة أجريت في عام 2010 أن التوتر المزمن يضعف أداء الذاكرة المكانية، وهي الذاكرة التي تساعد على تذكر الأماكن وتقوم بربط الأشياء ببعضها البعض.
كما قام باحثون من جامعة ولاية ايوا, بإيجاد صلة بين هرمون التوتر وبين فقدان الذاكرة قصيرة الأمد عند البالغين المتقدمين في العمر.
تشير الدراسات إلى أنه يوجد فرق بين طريقة معالجة الدماغ للأعمال المجهدة على المدى الطويل, وبين طريقة معالجة الدماغ للتوتر على المدى القصير. حيث يقول الباحثون بأن المستويات المنخفضة من القلق يمكن أن تؤثر على قدرة استعادة الذكريات, بينما يمكن أن تقوم حالات القلق الحاد بتعزيز عملية التعلم، فالتوتر الحاد يزيد من قدرة الدماغ على ترميز وتذكّر الأحداث المؤلمة, لأن الذكريات الناجمة عن التوتر الحاد يتم تخزينها في منطقة من الدماغ تتميز بطول الأمد, حيث يتم الاحتفاظ بهذه الذكريات لمدة طويلة لتصبح بمثابة تحذير وآلية دفاعية ضد الصدمات المستقبلية.
كما أن الإجهاد المزمن يمكن أن يؤدي إلى تغيرات طويلة المدى في الدماغ, حيث يزيد الإجهاد من تطور المادة البيضاء, التي تساعد في إرسال المعلومات عبر الدماغ, إلّا أنه يقلل من عدد الخلايا العصبية التي تساعد في معالجة تلك المعلومات, وقد يؤثر هذا الخلل على قدرة الدماغ على التواصل مع نفسه, وبالتالي يمكن أن يصبح الإنسان عرضة للإصابة بالأمراض العقلية, خاصة إذا ما عرفنا أن أغلب الأمراض العقلية ترتبط بخلل يحصل في المادة البيضاء مثل مرض الفصام, والاكتئاب المزمن، والهوس الاكتئابي، والاضطراب الوسواسي القهري, واضطراب ما بعد الصدمة.
ويشار أن يجب اتباع نظام غذائي صحي, وممارسة الرياضة, والحصول على قسط كافي من النوم, وممارسة النشاطات التي تقلل من التوتر مثل التنفس العميق, واليوغا.