يبدو أن الاختلاف اصبح السمة الرئيسية بين المصريين بعد 25 يناير .. فلا اتفاق على شىء حتى و لو كان جميلا .. ولا اجماع على عمل حتى لو كان وطنيا .. عن اوبريت مصر قريبة اتحدث .
أعرف جيدا ان لكل منا ذوقه ونظرته ورؤيته وتحليله واحساسه .. و اجزم ان استقبال كل منا للعمل الفنى يختلف عن الآخر .. وهو اختلاف مقبول و محمود ايضا ولكن وللاسف ما يحدث الآن و منذ طرح الاوبريت ليس اختلافا على جودة العمل او نجاحه و انما على تفسيره سياسيا وجنسيا .. وتأمريا بالتأكيد .
فمع شديد الاسف .. قطاع من الشعب المصرى من كارهى الرئيس السيسى و نظامه يرفضون اى شىء يتم انجازه حتى و لو كان جيدا ويسارعون إلى مهاجمته وانتقاده لا لاشىء إلا رغبة منهم فى عدم تقدم مصر إلى الامام ولو خطوة واحدة .. ان تبقى مكانها .. و ان تتراجع لو أمكن .
لهذا من الطبيعى وحسب التفسيرات الجنسية .. ان يعتبر البعض الوردة التى تقدمها غادة عادل ونظرتها الى السائح الخليجى هى محاولة منه لاغراءه باسلوب فتيات الليل الرخيصة .. وبحسب التفسير السياسى التأمرى .. فان ابتسامة سامح حسين الطفولية هى دونية و احساس بالخضوع و المهانة و الاهانة …. اما الاغنية كلها فهى عبارة عن تسول و مد يد إلى الخليج .
لم يتحدث أيا منهم عن عذوبة صوت منير .. ودفء احساس انغام .. و حلاوة كلمات نصر الدين ناجى وعذوبة الحان احمد فرحات ومهارة اخراج تامر مهدى .. و قبل كل هذا عن وطنية كل النجوم الكبار الذين ظهر كل منهم لاقل من ثانيتين او ثلاثة من اجل مصر و الترويج لها و دعم سياحتها حتى تتعافى ..
لم يعلقوا على كلمة الختام التى قالها النجم الكبير نور الشريف والذى اصر رغم مرضه على المشاركة ولو بكلمه فى حب مصر .
لم يتحدثوا عن كل هذا بل ربما لم يروه اصلا او يلتفتوا اليه .. لانهم لم يهتموا بالاغنية وما بها من فن وابداع واحاسيس ومضمون ورسالة .. اهتموا فقط بما يريد ان يهاجموه و يتصيدوه .
حقا كل يغنى على ليلاه .. و كل اناء ينضح بما فيه !!