لكل منا ذكريات لا تنسى ايام الجامعة والتى يعتبرها البعض – وانا من بينهم – اجمل ايام حياته . ولكن ماذا عن نجوم المجتمع واهل الفن .. كيف كانت فترة دراستهم الجامعية .
منهم مَن استمر فى طريقه الذى رسمه لنفسه منذ البداية، ومنهم مَن غيرّه، ومنهم مَن دخل مجبرًا بناءً على نصيحة الأهل والأصدقاء والمجتمع، ومنهم مَن دخل محبًّا مريدًا، ومنهم مَن بذغ نجمه فى سنوات دراسته الأولى، ومنهم مَن انتظر حتى يأتى القطار ليحمله محطة تلو الأخرى، حتى عالم الشهرة والأضواء.
منهم مَن حَلِم، وأصبح حلمه حقيقة، ومنهم مَن لعبت الصدفة دورًا مهمًّا فى تغيير طريق حياته.. فى هذا » الملف « تزامنًا مع بداية العام الدراسى الجديد، تكون متعة الحكى، حيث أعطينا لنجومنا المجال ليتحدّثوا عما تيسَّر فى ذاكرتهم من وقائع وذكريات عاشوها فى أهم سنوات العمر. فتعالَ عزيزى القارئ لنقترب أكثر وأكثر من ذكريات نجومنا المشاهير، لنعرف كيف كانت البداية.
الشريف وشاهين .. كانا زميلَين فى فيكتوريا كوليدج
فى نفس الجامعة التى تخرج فيها يوسف شاهين وأحمد رمزى تخرج النجم العالمى عمر الشريف، وهى فيكتوريا كوليدج للغات ، الموجودة بمدينة الإسكندرية
حتى الآن، وكان عمر الشريف مشهورًا بوسامته الملحوظة التى رشَّحته لأن يكون نجمًا سينمائيًّا منذ اللحظات الأولى.
وفى مقهى قريب من الجامعة كان يلتقى دائمًا صديقَى عمره شاهين ورمزى، ويحلمون بعالم النجومية، وكانت تلك الجامعة معروفة بأنها لا تضم إلا أبناء الأثرياء، لأنها جامعة خاصة وكان أصدقاء الشريف يطلقون عليه الوسيم ابن الناس الأغنياء
محمد العدل : كنت شاعر الحركة الطلابية
بدأ المنتج السينمائى دكتور محمد العدل، دراسته الجامعية بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة عام ١٩٧١ ، وهو العام الذى شهد تأكيد السادات أنه عام الحسم والحرب على إسرائيل ، ثم تراجع عن ذلك، فانخرط فى التظاهرات التى رفضت تأجيل الحرب.
وفى بدايات عام ١٩٧٢ ، كان إضراب جامعة القاهرة وبداية اعتصام الطلاب لأول مرة، وتشكيل ما يسمى بالحركة الوطنية للطلبة، وكان رئيس اللجنة الطلابية العليا أحمد عبد لله رزة، واعتقل العدل لأول مرة عام ١٩٧٢ ، مشيرًا إلى أنه كان أحد شعراء الحركة الطلابية حينها.
عادل إمام : الزراعة .. حوَّلتنى إلى فنان
كانت كلية الزراعة هى موعده مع الانطلاق نحو النجومية، فأصبح زعيمًا. ظهرت موهبة عادل إمام الفطرية على خشبة مسرح الكلية، ليصبح بعد سنوات قليلة نجمًا كبيرًا.
الزعيم قال كانت رحلتى الدراسية بجامعة القاهرة وبالتحديد فى كلية الزراعة منعطفًا غيرَّ كل حياتى، فقد أصرتَّ عائلتى البسيطة أن أكون الباشمهندس عادل ، لكن شاء القدر أن أستسلم لمواهبى الفنية التى كانت أسرتى تعرفها عن ظهر قلب، فقد فكانت مشيئة لله أن تكون دراستى بالزراعة مجرد شهادة، وأتحوَّل إلى ممثل فى عامى الدراسى الثانى بكلية الزراعة.
خالد الصاوى : أبويا قال لى : الفنّ مابيأكّلش عيش
كانت رحلة خالد الصاوى مع المرحلة الجامعية شديدة الثراء، ومنها انطلق نحو تحقيق وبناء ذاته الفنية، فقد حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة ١٩٨٥ ، ثم حصل على بكالوريوس الإخراج السينمائى من أكاديمية الفنون عام ١٩٩٣ . قال خالد عن ذلك مرحلة الدراسة الأولى بالنسبة إلىّ كانت إجبارية وهى أن أدرس الحقوق بناءً على نصائح والدى، لأنه يرى الفن هواية لا مهنة ودراسته لا تعتبر دراسة.
ويضيف الصاوى فى عام ١٩٨٥ قدَّمت مع خالد صالح وهنيدى مسرحية تعبرّ عن توجهاتنا الإنسانية والسياسية، وكنت أنا وخالد فى آخر سنة دراسية .
شريف رمزى : المسرح كان واخد كل وقتى
كان لنشأة شريف رمزى فى عائلة فنية -فهو ابن المنتج محمد حسن رمزى وعمّته الفنانة المعتزلة هدى رمزى وجده الفنان الراحل صلاح ذو الفقار- دور فى
اختياره كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان ليدرس فيها، خصوصًا أنها كانت تتم لمدة ٥ سنوات، وما أن التحق بها حتى قرر إبراز موهبته التمثيلية على خشبة مسرحها الذى أخذ كل وقته.
وأوضح أنه خلال العام الأول من دراسته بالكلية تلقَّى عرضًا من المنتجة إسعاد يونس، للقيام ببطولة أول أعماله السينمائية وهو فيلم أسرار البنات مع الممثلة مايا شيحة، ولرغبته فى أن يمنح دور الشاب المرهق كل تركيزه.
مى عز الدين : أيام الجامعة كنت باكره المذاكرة
رغم أنها أصرتَّ على الالتحاق بكلية الآداب قِسم الاجتماع فى بلدها الإسكندرية، كُرهًا فى الدراسة ولرغبتها فى التفرغ للفن، فإن الفنانة مى عز الدين لم تحصل على ليسانس الآداب إلا بشقّ الأنفس، بسبب حبها الشديد للفن وسيطرته على أحلامها.
وتروى الفنانة مى عز الدين حكايتها فى الحرم الجامعى بالإسكندرية قائلة : كانت أمى تحلم أن أكون طبيبة أو مهندسة، لكننى كنت أعرف نفسى جيدا، فأنا رغم قوة استيعابى وأننى صمَّامة ولهلوبة رفضت الالتحاق بأى كلية كبيرة، لأننى بصراحة أرى الدراسة مجرد واجب لا بد منه.