رسمت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية كاريكاتير ساخر تعبر من خلاله التكوين الداخلي لأحد عناصر جماعة الدولة الإسلامية “داعش”، وما يستدعيه ليرتكب المجازر الوحشية، فيُظر الرسم أن عقل الداعشي تسيطر عليه فكرة التفجير والتدمير، ولا يوجد بقلبه رحمة أو شفقة، بل يوجد خنجر للذبح بلا هواده، وروحة مفترسة كالحيوانات تلتهم من يعاديها.
وقالت الصحيفة يبدو أنه لا يوجد حدا لوحشية اللصوص الذين يطلقون على أنفسهم تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”؛ ويعد هؤلاء المتشددون جماعات تعبد الموت، ومُطلق لها العنان كالأنماط التي يتم تخيلها في أكثر أفلام هوليوود رعبا، بما يمارسوه من عمليات قطع الرؤوس، وتصليب، وذبح جماعي، واغتصاب، واستعباد، باستثناء أن هؤلاء الوحوش واقعيون.
وأفادت الصحيفة بأن التاريخ البشري يفيض بنماذج من الوحشية التي يعزم بعض الرجال على ارتكابها ضد أمثالهم من البشر، ومع ذلك، فيعد أكثر القتلة بغضا هؤلاء الذين تسوقهم أيديولوجية لا تتطلب موت أشخاص أبرياء فقط، بل تصر على أن قصص هؤلاء الأبرياء وفنونهم، وثقافتهم، ومعتقداتهم يجب أيضا أن تُمحى، وتتشارك هذه العصبة الغريبة من المشددين، والانتحاريين، والحمقى الساذجين، وغير الأسوياء اجتماعيا، الذين يشغلون مراتب في الدولة الإسلامية “داعش”، هذه الأيديولوجية.
اقرأ أيضًا: مجلس الأمن قلق على مصير المدنيين في تدمر الأثرية
وأوضحت “لوس أنجلوس تايمز” أن أعمال داعش الوحشية تصنف الأكثر فظاعة على مستوى العالم، إلا أنهم تمادوا إلى الأبعد من ذلك بمحاولة تدمير التاريخ نفسه؛ فهم يعيثوا الفساد في واحدة من مناطق العالم الغنية بكنوز من ماضي الإنسانية العتيق، يسوقهم الشكل الخبيث للإسلام، الذي يتطلب تدمير كافة آثار الحضارات غير الإسلامية، فالنازيين الذين سرقوا القطع الأثرية الفنية من أوروبا يدركون، على الأقل، قيمتها، إلا أن داعش ليس لديهم هذا الفهم.
وترى الصحيفة أنه مثلما حفر داعش طريقه إلى سوريا والعراق، فهم نفذوا حملات تدمير عشوائية، مضيفه أنه، وفقا لما صرحت به الأمم المتحدة، أن ما يقرب من 200 ممتلكة أثرية تم تخريبها، والبعض دُمر، موضحة، أن الستة مواقع التابعة للجنة التراث العالمي لليونيسكو في سوريا جميعهم تحت التهديد.
وترصد الصحيفة قائلة أن متحف حلب الوطني، بسوريا، ومتحف الموصل الوطني، بالعراق، تضرروا بشدة من ممارسات المتشددين الهادفة إلى تدمير الآثار “الوثنية”، بينما حُطمت إثنتين من القلاع الصليبية اللتين كان في حالة جيدة. بينما أوضحت الصحيفة، أن مخربي داعش جرفوا أحد القصور الآشورية، في مدينة نمرود، بجرافات الطرق “البلدوزر”، وحتى المساجد العتيقة في حلب والبصرى بسوريا لم تسلم من أيدي ما يُسموا بـ” تنظيم الدولة الإسلامية”.
اقرأ أيضًا: دى ” تدمر” .. عروس الصحراء قبل ما داعش تدخلها .. الله يرحمها كانت حلوة قوى!!
وألقت الصحيفة الضوء على أن العالم المتحضر، الآن، يحبس أنفاسه في الوقت الذي يتجه فيه جيش داعش إلى مدينة تدمر، فهناك، على إحدى الواحات في صحراء سوريا، تقف بقايا عظمة إحدى أكثر مراكز الآثار الثقافية التاريخية، بحسب ما وصفه علماء الآثار والمؤرخون، بينما لفتت الصحيفة الانتباه إلى أن مدينة تدمُر كانت محطة كبرى بطول طريق القوافل الذي يربط الرومان والإغريق مع بلاد فارس، والهند، والصين، وتوضح صور هذا المكان أعمدة رائعة ترتفع من أرض رملية، وتُرى على قلعة فوق تل.
وفي الختام، تنوه الصحيفة على أن مدينة تدمُر شهدت العديد من الغزاة الذين مروا خلالها، لكن تأسف على أن ما سلم من بقايا آثار هذه المدينة ربما لن ينجوا من هجوم داعش.
واشنطون – بوبة أ ش أ
ترجمة: جيلان ممدوح