أثار كتاب “باريس الجزائر : علاقات حميمة” الذى صدر قبل نحو عشرة ايام حول العلاقة بين باريس والجزائر، وأملاك وحسابات مسؤولين جزائريين فى فرنسا، جدلا كبيرا فى الدولة الإفريقية ، وسط مطالب بالتحقيق فيما ورد فيه ، بينما تلتزم السلطات الصمت.
وكان الكتاب قد صدر فى 15 إبريل وهو للصحفيين الفرنسيين، كريستوف دوبوا، من قناة “تى إف 1 ” الحكومية، ومارى كريستين تابت، من صحيفة “لو جورنال دو ديمانش”.
اقرأ ايضاً : ضحايا زلزال نيبال يتجاوزون الـ 3300 قتيل .. والأسوأ لم يظهر بعد !!
وفى 378 صفحة ، تناول الكتاب العلاقات بين العاصمتين وتركيبة وطريقة عمل النظام الحاكم فى الجزائر، إلى جانب ما قال إنها أملاك لمسؤولين جزائريين حاليين وسابقين فى أحياء باريسية راقية.
وخلف الكتاب جدلا في الجزائر بين اعتباره مؤامرة، ونفى لمضمونه من قبل شخصيات مقربة من النظام الحاكم، ومطالب بالتحقيق فى مضمونه من قبل معارضين، فى وقت تلتزم فيه الحكومة والرئاسة الصمت بشأنه.
وغاص الكتاب الذى جاء بشكل تحقيق فى عمق العلاقات المعقدة والمتذبذبة على المستوى السياسي بين باريس والجزائر منذ استقلال الجزائر، فى 1962، مشيرا إلى أن التعاون الأمني بين البلدين لم يتأثر بالأزمات السياسية، وذلك استنادا إلى مصادر دبلوماسية وأمنية.
وخصص الصحفيان فصلا كاملا للحديث عن النظام الجزائري وطريقة عمله من الداخل، حيث ورد في الكتاب أن هناك ثلاثة أقطاب تسير النظام الحاكم فى البلاد، هى الرئاسة والجيش والمخابرات، فى إطار توازنات، غير أن العلاقة بينها تتأرجح بين التكامل والصراع.
ويعد الفصل المتعلق بأملاك مزعومة لمسؤولين جزائريين سابقين وحاليين بفرنسا، أبرز جوانب الكتاب التى أثارت الجدل فى الجزائر.
وورد في المؤلف أن وزير الصناعة الحالي، عبدالسلام بوشوارب، ضبط، في 26 يونيو 2006، متوجها إلى مكتب توثيق يقع بشارع سان جرمان بباريس، لتوقيع عقد شراء عقارين بمساحة 156 متر مربع، بقيمة 1.18 مليون يورو، منها 580 ألف يورو دفعت نقدا، فيما سدد المبلغ المتبقى، وهو 600 ألف يورو، فى شكل سلفة مؤقتة بعد سنة.
وسأل الكاتبان الوزير بوشوارب حول هذه الأملاك فرد: لقد صرحت بممتلكاتى كلها لشغل منصب وزير وحتى نائب سابقا وليس لدى ما أخفيه.
كما نشر الكاتبان ما قالا إنها أملاك فاخرة لشريف رحمانى ، وزير لعدة سنوات في الجزائر (1993/2012)، حيث يمتلك شقة فاخرة فى الدائرة 16 بالعاصمة الفرنسية رغم أن سيرته الذاتية لا تشير إلى أى مصدر للأموال التي أنفقها على شراء تلك الشقة بأحد أرقى شوارع باريس، وفق ما ورد في الكتاب.
ورفض رحمانى، حسب الكاتبين : الرد على مراسلة منهما للاستفسار حول هذه الأملاك ، وقال إنه ملتزم بالتحفظ منذ مغادرته الحكومة، فى 2012.
وذكرالصحفي كريستوف دوبوا، أحد مؤلفى الكتاب فى حوار لموقع كل شىء عن الجزائر، نشر، فى 13 إبريل: هذا التحقيق بدأنا فيه منذ عام .
وبشأن توقيت نشر الكتاب، تابع قائلا: ولاية الرئيس الجزائرى، عبد العزيز بوتفليقة الرابعة، أعيد انتخابه، فى إبريل 2014، ما تزال تثير الجدل فى فرنسا فضلا عن أن الحديث عن العلاقات بين البلدين هو ملف ذو حساسية كبيرة.
ونشرت صحف خاصة جزائرية خلال الأيام الماضية، ما تضمنه الكتاب، فيما التزمت السلطات الرسمية الصمت بشان ما ورد فيه ، إلا أن عمار سعدانى، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطنى الحاكم، قال فى تصريحات، الأربعاء الماضي: هذا الكتاب أطلعت عليه، قبل ستة أشهر من نشره بفرنسا، وقد كتب فى الجزائر، وتابع : الكتاب يراد من خلاله استهداف المقربين من الرئيس بوتفليقة، ومصيره سيكون مزبلة التاريخ.
وحسب سعداني، فإن الوزير عبد السلام بوشوارب يملك مصنعا قبل دخول الحكومة ولديه من المال ليشترى شقة بفرنسا، أما الشريف رحمانى فإنه اشترى شقة بأمواله.