لا يمكن لأى منصف يمتلك الحد الأدنى من الرؤية إلا أن يعترف بإن مصر ومنذ عدة سنوات وتحديداً منذ 25 يناير 2011 تعانى وبشدة من إعلام غير منضبط يعانى هو نفسه من كل صفات الفوضى والغوغائية .
إعلام لايرقى للمهنية ولايمتك القدرة على مخاطبة الخارج ولا حتى الداخل .. إعلام يتصف بالهواية والعشوائية خاصة بعد أن أصبح مهنة من لا مهنة له .. إعلام يتشابه كثيراً مع منتجات الفرز الرابع التى تصنع تحت بير السلم .
فالإعلام المحترم .. المهنى .. الذى يساعد على بناء الأمم لا هدمها .. تقويتها لا إضعافها .. الاعلام الذى يدرس فى كافة القلاع الاعلامية الشهيرة كالبى بى سى او رويترز لابد وأن يستند على ثلاث قواعد أساسية .. قواعد غائبة فى إعلامنا المصرى .
أول هذه القواعد هى قاعدة الدقة وهى قاعدة دهست باقدام عدد كبير ممن يصنفون كنجوم الاعلام والتوك شو .. فبالتأكيد نشر معلومات غير دقيقة أو إذاعة أخبار غير صادقة أو بث فيديوهات مفبركة لايكمن اعتبارها عمل اعلامى هادف بل لايمكن وصفها بالإعلام أصلاً وانما قد تدخل تحت تصنيف نشر الأكاذيب وترويج الإشاعات.
فالإعلام الصادق يعتمد على الجمع الدقيق للمعلومات بالرجوع إلى مصادرها الرئيسية وعلى تدقيق المعلومات ثم إعادة تأكيدها مع مصادر أخرى.
الإعلام الصادق يرتكز على التثبت من صحة الأدلة والوثائق والأرقام والفيديوهات المعروضة.
وليس كافياً أن نعرض الوقائع كما هى إنما علينا استخدام اللغة المنصفة فى التعبير عنها وهذا يعنى تجنب المبالغة واستخدام المفردات التى يفهم منها المتلقى غير المراد الحقيقى منها والذى قد يكون حكماً أو موقفا شخصياً.
ولان الخطأ وارد الحدوث حتى لو اتخذنا كل تدابير الدقة فإنه من المهم الإسراع بالإعتراف به بوضوح وصراحة والتأكيد على محاولة العمل على عدم تكراره مجدداً
أما ” التطنيش ” أو الاستمرار فى الخطأ والاصرار فيه فهى جريمة مثل عشرات الجرائم التى ترتكب يومياً فى الاعلام.
وللحديث بقية .. اذا كان فى العمر بقية .