ذكر الكاتب الصحفى التركى حسن جمال أن قرار المحكمة الدستورية بإخلاء سبيل جان دوندار، رئيس تحرير صحيفة “جمهوريت”، وآردم جول، مدير مكتب الصحيفة العلمانية المعارضة بأنقرة، أثار غضب وحنق رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، ودفعه للإعلان عن رفضه للقرار وعدم احترامه له.
وأوضح جمال فى مقال له اليوم الإثنين بصحيفة “24” التركية المعارضة أن الصحف الموالية لحكومة العدالة والتنمية اتهمت أعضاء المحكمة الدستورية ورئيسها بأنهم ينتمون لما تطلق عليه الحكومة اسم “التنظيم الموازي” فى إشارة لحركة الخدمة التى يتزعمها الداعية الإسلامى فتح الله جولن، وقالت هذه الصحف إن القرار بمثابة “المصادقة على التجسس وإفشاء أسرار الدولة”.
وأشار جمال إلى أن هذه الصحف الموالية لحكومة العدالة والتنمية لم تكتف بما زعمته، بل اتهمت أعضاء المحكمة الدستورية بأنهم “محكمة الرئيس السابق عبد الله جول”.
ورأى جمال أن القرار الصادر من المحكمة الدستورية يعد دليلا واضحا على الانشقاق واختلاف الآراء بين أردوغان وجول، فرد فعل وسخط رئيس الجمهورية ليس من المستغرب، حيث اتهم مسبقا رئيس المحكمة الدستورية السابق، ورئيس مجلس الدولة ب “الخيانة”، كما اتهم محافظ البنك المركزى التركى بـ “الخيانة” أيضا لعدم خفض نسبة الفوائد، كما اتهم أردوغان جمعية رجال الأعمال والصناعيين بـ “الخيانة”، وأخيرا اتهم رئيس تحرير صحيفة “جمهوريت” جان دوندار ومدير مكتب الصحيفة بأنقرة آردوم جول بـ “الخيانة” لنشرهما مقاطع فيديو تظهر شاحنات جهاز المخابرات التركى يساعد فى إرسال الأسلحة إلى سوريا، وهو الأمر الذى زعمت حكومة العدالة والتنمية بأنه “ليس له علاقة على الإطلاق بحرية الصحافة”.
وقال جمال فى مقاله إن هدف أردوغان هو أن “يكون الرجل الأوحد الذى يحكم ويسيطر على كافة مؤسسات الدولة، ولا يريد قضاء مستقلا، ولا يريد قانون، ولهذا السبب نكرر ونؤكد أنه لن يمكن أن تنعم تركيا بالاستقرار والسلام فى ظل وجود أردوغان”