§ لماذا دائماً ما يكون الزواج هو شغلها الشاغل والمسيطر على أفكارها ؟!
§ ولماذا يحدد توصيف الفتاة ويتم بناءاً على تلك العلاقة ؟!
§ وهل بدونه تُصبح الحياة جحيم لا مفر ولا مهرب منه أم يصبح العكس ؟!
§ وهل هناك علاج لتلك الإشكالية داخل ذلك المجتمع الذكوري آحادي النظرة ؟! أم ماذا ؟!
تساؤلات دائماً أو ربما تكون أزلية تطرحها أفكارنا داخل كل نقاش وكل حوار يُثار حول كينونة المرأة داخل ذلك المجتمع “المجتمع المصري” الذي تشبع بكل أنواع الفوضى والعشوائية والانحدار والانهيار خصوصاً في منظومة القيم الأخلاقية والسلوكية.
ربما تكون الفوضى حل لا غنى عنه في بعض الأوقات، وربما تكون العشوائية فن، وربما يكون الانحدار والانهيار نتيجة تخلق بدايات جديدة قد تكون سبباً في الاستمرار، لكن هنا في ذك المجتمع وخصوصاً مع وضع المرأة قد يختلف الأمر تماماً.
تبدأ القصة تحديداً حينما يبدأ ويكون للأنثى وجود، وتشعر بكيانها فتُقبل علي الحياة بمنتهى البساطة والبراءة والأريحية التي طالما صاحبتها وتصاحبت معها في فترة الصغر، تكبر وتنضج لكنها تُصدم وتُلام وتُعنف وتُنتهك براءتها من مجتمع ذكوري الطابع آحادي النظرة والحكم، مجتمع يصنف الأنثى ويضعها دائماً في خانة القهر والذي يكبلها بدوره في ثلاثة قيود:
– الشهوة والجسد والمتعة الجنسية.
– الإنجاب والحفاظ على النسل والذرية.
– الخدمة والسمع والطاعة ولا شيء غيرهم.
الجسد، لا شيء غير الجسد يظهر أو يكون من الأنثى في عين المجتمع، لا شيء غير الجنس والهوس به يكون مقياساً وتقييماً لدور المرأة في هذا المجتمع الذي تعمد النسيان والطمس لعقلها. نعم لعقلها
لا شيء غير التربية والتنشئة بالقهر والقولبة على قالب واحد وهو أنها لن تصلح لأي شيء أو تكون في الحياة إلا لشيء واحد وهدف واحد خلقت – إدعاءاً وزوراً- له وهو: الزواج، الزوج والأولاد، البيت، الأسرة، المطبخ، وغرفة النوم.
وأنها مهما فعلت أو حاولت أو تطلعت أو فكرت فلن تكون في نهاية المطاف إلا في بيت زوجها.
هكذا صار الأمر وكان، ورغم ذلك حاولت بمخيلتها الرومانسية الحالمة وبقليل من العقل الخروج من ذلك القفص ببعض من الأفكار والأحلام التي لم ولن تنتهي كان منها وربما أكبرها على الإطلاق حُلم الفارس الذي سيأتي يوماً ما لكي ينتشلها من ذلك الجحيم وينطلق بها على فرسه الأبيض محققاً لها كل الأحلام وكل الأمنيات بعيداً عن هذا العبث اللا منتهي الذي دائماً ما يقتلها بصورة يومية، لكن هذا الحلم ومع الأسف بات قاتلاً لكل الأحلام والطموحات الأخرى بل ومستنزف قوي للقدرة علي التفكير والابتكار ومن ثمة فقدت وبكل بساطة الثقة في نفسها وفي اختياراتها، ليصبح الأمر وبصورة شديدة الاختصار مجرد هروب لابد منه من عار العنوسة الذي قد يلاحقها طوال حياتها.
على أثره لن تهتم ببعض التساؤلات التي قد تلوح في أفق فكرها:
– فمن هو ذلك الرجل ؟! وما هي قناعاته وطريقة تفكيره ؟!
– وكيف هي أخلاقه وسلوكياته ؟! وكيف يفكر ويحكم على الأمور ؟!
– وقبل كل ذلك كيف ينظر إلى المرأة ؟!
– وهل قد يتناسب ويتسق معها أم لا ؟!
لا يهم فالزواج بالنسبة لها طوق النجاة الذي تربت منذ الصغر على حتمية حدوثه ووقوعه إن أجلاً أو عاجلاً، لذا عليها أن تقاتل لأجل الحصول عليه فهو رخصة الوجود وصك الاعتراف المجتمعي بها !!
ذلك المجتمع الذي لا يرى المرأة إلا جسد هو أيضاً نفسه الذي يرى ويقيم الرجل بالمال، فالمال والنفوذ والثراء هو الباب السحري لقبول المتقدم وإتمام صفقة الزواج عند العائلة، فعقد القران هو بالأحرى عقد بيع كلي لامرأة أرادت أن تتزوج لتهرب من عار العنوسة ولرجل أراد أن يشتري بماله الجنس والمتعة وبطبيعة الحال الإنجاب والخدمة.
– ولا أعرف هل نست المرأة أنها كلما طورت من نفسها ومن طريقة تفكيرها تكون قد رفعت من شأنها ومن ثمة تجد الرجل المناسب لأفكارها وأهدافها ؟!
– وأنها وإن كانت امرأة مثقفة بما قد تعنيه الكلمة ومحتواها فإن عقلها لن يسمح لها بأن تبيع نفسها لمجرد الهروب من وهم اسمه “عار العنوسة” ؟!
المرأة المثقفة – في اعتقادي الشخصي – سوف تبحث بكل تأكيد عن شريك لها يقاسمها الحياة والأحلام والأهداف، سوف تبحث عن رجل يقبلها ويتقبلها، رجل يحترم عقلها قبل قلبها، رجل يريد قلبها قبل جسدها فهما يكملان بعضهم البعض.
الزواج ببساطة شديدة ليس عملية جراحية شديدة التعقيد، أو بعقد بيع كما هو معروف الآن وكما يرى مجتمعنا، الزواج ببساطة: (تكامل، حب، احترام، انصهار لروحان في روح واحدة)؛ لذالك وجب علي كل أنثي البحث عن نفسها بنفسها، بعقلها وبقلبها، هذا الأمر فرض عين لا اختيار فيه.
لا تجعلي من حياتك مجرد صفقة تتم بعقد بيع.
لا تجعلي من نفسك مجرد سلعة تباع وتشترى.
لا تجعلي من نفسك عورة فلستي عورة
كوني بعقلك، فعقلك هو من قد يقودك في هذا المجتمع الذي لم ولن يراك إلا جسد في سرير.
أنت وحدك من تصنعين الأجيال، وأنت وحدك من سيصنع التغيير في ميراث الفكر والتخلف والخنوع.
أنت لست مجرد جسد، أنت عقل وفكر ووجدان وروح وشخصية.
تخلي عن فكرة الفارس الذي قد يحقق أحلامك وتذكري أنك لم تُخلقي من ضلعه وإنما هو من خرج من رحمك.
كوني أنت ولا شيء سوى أنت.
كوني أنتي.
فكري لـتتحرري .