انتفاضة برلمانية مرتقبة اليوم، داخل البرلمان للرد على التدخل الأمريكى فى شؤون مصر واستمرار الكونجرس فى مناقشة الأمور الداخلية فى مصر، والتى تتنافى مع ما تنظمه العلاقات الدولية بين الدول وقواعد السيادة.
اجتماع اليوم الذى يضم لجان العلاقات الخارجية والدفاع والأمن القومى وحقوق الإنسان إضافة إلى رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، سيواجه مساعى الكونجرس الأمريكى مناقشة مشروع قانون تقدّمت به منظمة قبطية تدعى “كوبتك سوليدرتى” و6 أعضاء من الحزبين الجمهورى والديموقراطى ينتقد أوضاع المسيحيين فى مصر ويطالب بربط المعونة الأمريكية بالتزام مصر بتحقيق المساواة بين أبناء الوطن وإنهاء تهميش المسيحيين فى المجتمع المصرى.
ويعرض البرلمان اليوم الأهداف السياسية من وراء هذا المشروع الذى يأتى فى إطار الضغط المستمر على مصر من قبل الأوساط السياسية بواشنطن الفاعلة داخل الإدارة الأمريكية بغرض الوصول إلى أهداف تتماشى مع المصالح الأمريكية على الصعيد المصرى والإقليمى، كما يعرض الأعضاء خلال الاجتماع الأغراض التى على أساسها تم اختيار توقيت مناقشة هذا المشروع الذى يأتى بعد أيام من المواجهة الدبلوماسية التى قامت بها مصر ضد القرار الأمريكى الصادر باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيونى، الأمر الذى اعتبره مراقبون وبرلمانيون محاولة للانتقام الأمريكى من مصر.
ويزعم مشروع القانون الذى يناقشه الكونجرس أن المسيحيين فى مصر يواجهون تمييزاً شديداً فى كل من القطاعين العام والخاص، وأن هناك تعصبا نظاميا وانقسامات طائفية طويلة الأمد جعلت المسيحيين مواطنين من الدرجة الثانية.
وتعتبر هذه الاتهامات المقدمة بالمشروع من نوعية الاتهامات المعلبة التى تعرضها واشنطن كلما توترت علاقاتها بمصر فى محاولة لمساومتها.
وتأتى هذه الاتهامات الأمريكية فى أعقاب تأجيل زيارة نائب الرئيس الأمريكى لمصر مايك بنس بعد أن رفض كل من شيخ الأزهر وبابا الإسكندرية لقائه فى القاهرة.
من جانبها، قالت مارجريت عازر وكيل لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان أن الكونجرس ليس من حقه التدخل فى الشؤون الداخلية لمصر، قائلة: “كقبطية، وكمصرية وكنائبة فى البرلمان أرفض هذه الاتهامات جملة وتفصيلا”.
وذكرت أن الولايات المتحدة تحاول استغلال بعض الأحداث لتوظيفها فى إطار سياسى، مضيفة: “أين كانت واشنطن عندما أحرق الإخوان عشرات الكنائس فى مصر؟!”.
وأكدت أن موقف الكونجرس هو جزء من رد فعل متوقع بعد موقف مصر الأخير فى مجلس الأمن إزاء قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، مشددة على أن المسيحيين فى مصر لا يواجهون أى نوع من التهميش السياسى أو المجتمعى بدليل وجود 36 نائباً مسيحيا داخل البرلمان الحالى.