قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية الأمريكية نشرت أمس، إن هناك “أحداث جسام تحدث حول العالم يقف أمامها الكثيرون ويتساءلون.. وأن كثيرا مما يحدث ليس بسبب وجود الولايات أو لعدم وجودها بينما يحدث لأن الشعوب تريد التغيير وهذا هو ما حدث في دول الربيع العربي”.
ومضى كيرى قائلا إن ماحدث في ميدان التحرير عام 2011 (ثورة 25 يناير)لم يكن بسبب الولايات المتحدة أو لغيابها عن الأحداث بل وقع لأن الشباب اراد تحقيق مستقبل جديد وازاحة النظام القديم وهو نفس ما حدث في تونس ويحدث الآن في سوريا، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأكد كيري أن الشعوب في تلك المنطقة من حقها أن يكون لها اختياراتها.. وقال أن الشعب الأمريكي لا يريد ارسال قوات أمريكية إلى هناك للدخول في حروب لحساب شعوب المنطقة وهو ما يجعل ادوات الولايات المتحدة هناك محدودة للغاية.
من جهة أخرى، قال مشرعون امريكيون بارزون أمس الأول، إنهم يعيدون التفكير في المساعدات العسكرية البالغ قيمتها أكثر من مليار دولار سنويا التي ترسلها واشنطن إلي القاهرة بعد أن أصدرت محاكم مصرية أحكام أعدام جماعية على شخصيات معارضة وأحكاما بالسجن لفترات طويلة على صحفيين.
وقالالسناتور الديمقراطي باتريك ليهي رئيس اللجنة الفرعية بمجلس الشيوخ التي تشرف على المساعدات الخارجية انه يجب وقف ارسال المزيد من الأموال حتى تظهر مصر التزامها بحقوق الإنسان.
واضاف ليهي في بيان “حجب المساعدات العسكرية عن النظام المصري جعل قادته يعرفون أن الاجراءات القمعية وانتهاكات حقوق الانسان وسيادة القانون هي مبعث قلق عميق للشعب الامريكي والكثيرين في الكونجرس”.
وكان ليهي يشير الي تعليق واشنطن مساعداتها لمصر عقب عزل الرئيس الاسبق محمد مرسي في 2013 قبل ان تقرر الافراج عن جزء منها هذا العام.
وقدم آدم شيف، عضو مجلس النواب الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا، تعديلا على مشروع قانون سنوي للمخصصات يقلص الحجم الاجمالي للمساعدات لمصر بحوالي 30 بالمئة ويعيد توزيع بعض الأموال لدعم التعليم والديمقراطية.
وقال شيف لرويترز “مادمنا نعطي مصر شيكا على بياض.. فاننا يمكننا أن نتوقع أن مثلنا الديمقراطية ستحظى فقط باشادة شفوية”.
ورفضت لجنة المخصصات بمجلس النواب بأغلبية 35 صوتا ضد 11 صوتا التعديل الذي اقترحه شيف لكنه قال انه يعتزم تقديمه مرة اخرى مع سير مشروع القانون في الكونجرس على أمل ان يلقى قدرا اكبر من الدعم في مجلسي النواب والشيوخ بكامل أعضائهما.
وقال ديفيد رايس العضو الديمقراطي، بمجلس النواب عن ولاية نورث كارولاينا والذي أيد التعديل الذي اقترحه شيف “مما يؤسف له فإن مصر تبدو بعيدة جدا عن وعد الربيع العربي”.
ومصر هي ثاني أكبر متلق للمساعدات الخارجية الأمريكية منذ أن وقعت معاهدة سلام تاريخية مع إسرائيل في 1979.وتقدم واشنطن مساعدات عسكرية قيمتها حوالي 1.3 مليار دولار سنويا إلي مصر إضافة إلي 200 مليون دولار في مساعدات لدعم الاقتصاد وبناء الديمقراطية.