مقبرة من نوع آخر , تعرض أمواتها على السياح و هم يرتدون ملابسهم كاملة كأنما لايزالون على قيد الحياة في جزيرة صقلية الايطالية، في مدينة باليرمو بالتحديد، هناك دير قديم لطائفة من النساك المسيحيين و التي تدعى (كابتشين) , أسفل هذا الدير و في السرداب بالتحديد هناك مقبرة تضم عدد كبير من جثث الموتى، بعضها لرهبان و قساوسة و أشخاص ذو مهن و أعمار مختلفة دفنوا هناك منذ سنين ! يتم عرض هذه الرفات و الهياكل عن طريق تعليقها على الجدران كاللوحات و هي ترتدي ملابس و أزياء كما لو أنها لازالت على قيد الحياة و في وضعيات وقوف و جلوس مختلفة بشكل لا يتخيله عقل !
بدأت قصة الهياكل المعلقة في الدير في نهاية القرن السادس عشر و بالتحديد عندما قام الرهبان بفتح عدد من القبور القديمة في مقبرة الدير، و لشدة دهشتهم وجدوا أن جثث الموتى داخلها قد تحولت إلى موميائات، ربما بسبب نوع التربة المساعدة على التحنيط ثم استمرت بعد ذلك عمليات وضع الموتى في السرداب لعدة قرون تالية.
حيث يقوم أقارب الموتى بزيارتهم و الصلاة لهم من حين لأخر و يقومون بالتبرع بالمال للدير الذي يعتمد على هذه التبرعات للمحافظة على السرداب وأدامته، حيث أن كل جثة تنقل بعد تجفيفها إلى مكان ثابت و دائمي داخل السرداب وتبقى هناك مادامت تبرعات الأقارب مستمرة، لكن في حال توقفهم عن دفع المال فأن المومياء ترفع من مكانها و تطرح جانبا على احد الرفوف و تكون المقبرة مفتوحة للزوار كل يوم، وللزائر حرية التجول داخلها بعد أن يقطع تذكرة الدخول، لكن يمنع التقاط الصور للمومياءات.