يمثل شهر محرّم عند المسلمين “السنّة” مناسبة هامة للاحتفال لسببين : أولهما لأنه يستهلّ عام هجري جديد وفق التقويم الذى وضعه ثاني الخلفاء
الراشدين عمر بن الخطاب – رضى اله عنه – وثانيهما يتعلق بيوم “عاشوراء” الذي يحل في 10 من هذا الشهر كل عام، والذي أوصى الرسول بصيامه بعدما دخل المدينة فوجد اليهود صياما وسألهم : ما هذا الذي تصومونه؟ قالوا هذا يوم عظيم مبارك نجّي الله فيه موسي وقومه من الغرق، فصامه موسي شكرا لله ونحن نصومه فقال صلى الله عليه وسلم: نحن أولى وأحق بموسي منكم، فصامه وأمر بصيامه، وقال: لو عشت إلي قابل، أي إلي العام المقبل، لأصومنّ تاسوعاء وعاشوراء، حتي يخالف اليهود في صيامهم.
لكن فى المقابل ، يختلف الحال عند معتنقي المذهب الشيعي، فهم يعتبرونه شهر الكآبة والحزن والآسى على مقتل الإمام الحسين – رضي الله عنه – حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في موقعة كربلاء، ويزعمون أنه في اليوم العاشر من هذا الشهر أيضًا، وعليه فإن طريقة إحياء ذلك اليوم واستقبال الشهر بشكل عام تختلف عن ما يفعله المسلمون السنّة، وذلك بحضور جلسات النحيب والبكاء، وشق الجيوب ولطم الخدود، وضرب الأجساد بالسيوف إلى أن تزرف دمًا، تكفريًا عن تخاذل أجدادهم لنصرة الإمام الحسين – رضى الله عنه – حينما اُستشهد في موقعة كربلاء.
وفي هذا الوقت من كل عام تتأهب قوات الشرطة في مدينة كربلاء العراقية لاستقبال الملايين من أبناء الشيعة، لممارسة طقوسهم التي تبدأ مع حلول شهر محرم في جلسات النحيب، وتصل إلى ذروتها الدموية في يوم عاشوراء، حيث يتجمع أبناء الشيعة قرب ضريح الحسين ويمارسون طقوسهم في مواكب يشاهدها العالم، وفي الوقت نفسه تتحسب قوات الأمن المصرية في محيط جامع الحسين في القاهرة خشية وقوع اشتباكات بين المحتفلين، إذا ما حاول الشيعة مزاولة تلك الطقوس داخل المسجد أو في ساحته.