أخيراً ترشح السيسى للرئاسه كما هو متوقع منذ فتره طويله ، وسواء كان ترشح الرجل بناءًا على ضغط شعبى و هو امر واقع لا يمكن لأى احد إنكاره الا لو كان لا يمتلك جهاز تليفزيون او كان تعامله مع الشارع المصرى و المواطنين يقتصر على شراء مستلزمات البقالة من منطقه عرب شركس و الحديث مع أمراء الجماعات الاسلاميه عن من يروه مناسب لأحلامهم كرئيس قادم للجمهوريه ، او كان ترشحه رغبه منه فى الاستيلاء على سلطه كان يستطيع من وجهه نظر الكثيرون ان يأخذها من قيادات الاخوان المنبطحه على بطونها يومه ٣٠\٦ و اللتى كانت على أتم الاستعداد لإعطاء السيسى كل ما يريد حتى يستقل بجمهوريه الجيش و يترك لهم الشارع و لكن الرجل رفض و انحاز للشعب رافضا ان يتركه فريسه للمليشيات الاخوانيه و مخاطرًا بحياته و حياه أسرته ،و المهم ان السيسى قد أعلن ترشحه للرئاسه و اصبح أمراً واقعا بصرف النظر عن الأسباب .
هشام سري يكتب : سأنتخب السيسى
بالطبع كل ما سبق لا يعنى بالضروره ان السيسى سيكون رئيس جمهوريه ناجح ، فكم من قائد عسكرى ناجح قدم الكثير من التضحيات من اجل بلده و لكنه فشل كرئيس جمهوريه مسئول عن البرنامج السياسى و الاقتصادى و الادارى و لنا فى شارل ديجول بطل المقاومه الفرنسية خير مثال ، فقد قاد شعبه بنجاح باهر للتخلص من الاحتلال النازى و فشل بعدها فشل عظيم حين تولى رئاسه الجمهوريه ، فما هى مقومات السيسى لتولى الرئاسه دونا عن غيره و لماذا تسانده الملايين ؟ ما هى خبرات و قدرات السيسى كرجل عسكرى على النهوض بالبلد اقتصاديا و اداريا ؟
وما اتضح بعد ثلاث سنوات من الصراعات السياسية و الفشل الرهيب للقوى المدنيه مما أدى الى وصول السلطه الى تيار الاسلام السياسى الذى لا يعترف بالدوله و حقوق المواطنه و الانهيار الاقتصادى و الادارى لمعظم مؤسسات الدوله كان نتيجته هو الشعور الفطرى لملايين الشعب ان الأولوية الان هى لبقاء الدوله و صمودها ، و ان الضامن الوحيد لبقاء الدوله و قدرتها على مواجهه المحاولات الداخليه و الخارجيه المستميته لإسقاطها هو الجيش الذى كان ولا زال على قلب رجل واحد ، فطره المواطن البسيط جعلته يدرك ان المعركة أصبحت معركه بقاء و ان الدوله بكل ما بها من سلبيات هى ما يحميه و يحافظ على وجوده و ارضه و يحميه من مواجهه ما حدث من تفتت و انهيار و تشرد فى الدول المجاوره ، تلك الفطره الشعبيه هى ما جعلت ملايين الشعب تؤيد السيسى بصرف النظر عن قدراته كسياسي او اقتصادى و إدارى كنوع من اعلان ولائهم التام للقوات المسلحة فى هذا التوقيت الحرج .
من ناحيه اخرى فإن كل من بحث عن بديل لتأيد السيسى على ارض الواقع لم يجد ، تيار مدنى ضعيف و مفتت غير قادر على المنافسه فى انتخابات مركز شباب ، و تيار ثورى فاشل كل ما نجح به خلال ثلاث سنوات هو خلق حاله من البغض الشعبى لكل ما يمت للثوره بصله من قريب او بعيد ، انحاز لمرشح الاخوان فى انتخابات الرئاسه و اقنع فئه عريضه من الشعب بإنتخاب تنظيم دولى ارهابى خائن لمجرد الخلاص من الحكم العسكري ، ثم تحدى أراده الملايين بعد ٣٠ يونيو و تفرغ للحشد نحو المصالحه مع الاخوان القتله و تبرير جرائمهم و الدفاع عن من يتم القبض عليه منهم فى دعوات ظاهرها حقوق الانسان و باطنها البغض الأعمى للجيش و الدوله و اعتبار كل من يقاوم الدوله ثائر حتى ولو كان ارهابى يحمل السلاح ضد المواطنين قبل السلطه . وظهر الوجه البغيض للكثير من المنظمات و المراكز التى ادعت يوما ما الانتساب للتيار الثورى و هى فى حقيقه الامر تنتسب لسياسات الدول المموله لها و التى يقتات أفرادها على إشعال اشتباكات الشارع ، فبدون اشتباكات لا يوجد ضحايا ولا معتقلين و بدون معتقلين لا يوجد تمويل تحت مسمى المساعدات ، ففوجئ الشعب بوجود حملات منظمه للدفاع عن أعداءه ممن رفعوا السلاح و زرعوا المتفجرات و قتلوا الجنود و حملات اخرى للتضامن مع من احرقوا الجامعات تطالب بعدم القبض عليهم او فصلهم تحت شعار حريه كل طالب فى الحرق و التخريب و ارهاب زملائه كنوع من انواع كفاح الحركة الطلابيه ، فكان رد الفعل الشعبى تلقائيا هى لفظ و إقصاء التيار الثورى بأكمله و محاصرته داخل حدود جدران منازلهم و الهاشتاجاح العاجز على تويتر لسباب السيسى بالاشتراك مع الاخوان حول العالم و مجاهدى داعش و جبهه النصره ، فإكتفوا بالنضال داخل الهاشتاج علما منهم بإن مجرد اجتراء اى منهم على سباب السيسى فى الشارع المصرى يعنى تعرضه لجهاد النكاح من جموع المواطنين لمده لا تقل عن أسبوع و قد تستمر حتى اعلان نتيجه الانتخابات و يلقى فى حاله إعياء شديد بجوار مقر اللجنة العامه للإنتخابات .
حتى عندما ترشح المناضل حمدين صباحى متصدرًا المشهد كمرشح للثوره فشل التيار الثورى فى الاتفاق كالمعتاد و كان اول ظهور له على الساحه فى المؤتمر الثورى لدعم المعتقلين حيث اشتبك مؤيدوه مع المعارضين له و سالت الدماء فى مشهد يبشر الشعب بما هو مقبل عليه فى حاله التفكير فى حمدين ، مع كامل احترامى بالطبع لتاريخ السيد حمدين كإداري عظيم نجح فى إصدار ثلاثه أعداد على مدار عشر سنوات من رئاسه مجلس أداره جريده الكرامه .
لذلك سأنتخب السيسى ، سأنتخب السيسى لأنى أتمنى و ارغب فى بقاء الدوله و تماسكها ، سأنتخب السيسى لأنه خاطر برقبته و ضحى بمكاسب شخصيه مضمونه و أمنه فقط من اجل الانحياز لإراده غالبيه الشعب و خلاص البلد من الجواسيس رعاه الإرهاب ، سأنتخب السيسى لأنه قد ثبت ان الجيش هو فقط من يمكن الوثوق به حاليا للوقوف فى وجه المتغيرات الدولية و المخططات الواضحة لإسقاطي مصر لتلحق بباقى دول الجوار ، سأنتخب السيسى لأن حرصه على الاحتفاظ بالتأييد الشعبى الجارف سلاحه الأساسى فى مواجهه الخصوم هو ما سيجبره على تحقيق العدالة الاجتماعيه و تحسين الظروف المعيشية للمواطن المصرى ككل و هو ما كان الهدف الرئيسي لكل من اشترك فى ثوره يناير بنيه خالصه دون اى أغراض او رغبه فى مكاسب شخصيه .سأنتخب السيسى لأنه لن يهرب للخارج و لن يستقيل و لن يتخابر بل سيبقى و يواجه ما سوف نواجهه جميعا. لن انتخب السيسى الشخص فأنا لا اعرفه و إنما انتخب الأمل الوحيد المتبقي لنا بعد أن جربنا و استنفذنا جميع الاختيارات الفاشله سابقاً
لكل ما سبق سأنتخب السيسى داعيا الا يخيب أملى و أمل كل المصريين ، فقط المصريين.