تعد الرغبة الجنسية غريزة من الغرائز البشرية، وتتأثر بكثير من العوامل الداخلية والخارجية في جسم الإنسان.
وفق الدراسات فإن الرغبة الجنسية لكلا الجنسين تتأثر بشكل كبير بالعلاجات الطبية أو الحالة النفسية، والسؤال هنا هل هناك علاقة بين الرغبة الجنسية والتقلبات الجوية المحيطة بجسم الإنسان؟
تأثير الطقس على الرغبة الجنسية
الطقس والرغبة الجنسية
علاقة أشعة الشمس بالرغبة الجنسية
معدلات النواقل العصبية والرغبة الجنسية
علاقة الجنس بتغير الفصول
الطقس والرغبة الجنسية
يؤثر المناخ والحالة الجوية على كثير من العمليات الحيوية في جسم الإنسان؛ فمثلًا في الجو الحار يزيد تدفق الدم في الجسم، كما تزيد نسبة التعرق، وتطرأ تغيرات في بعض هرمونات الجسم، أما في الطقس البارد الماطر؛ يفضل الكثيرون النوم أو الجلوس أمام المدفأة عوضاً عن ممارسة الجنس.
أصبح من الواضح وجود علاقة بين الطقس ودرجة الحرارة والرغبة الجنسية ومعدل الخصوبة، كما أن الجو يؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية والإباضة، كما ينعكس على تطور الجنين ونموه ونمو المشيمة.
تبلغ درجة الحرارة الطبيعية للإنسان حوالي 37 درجة مئوية، وأي درجة حرارة تزيد عن 27 درجة مئوية يمكن أن تسبب العرق الذي يخفف مزاج الإنسان لممارسة الجنس، ويقلل رغبته الجنسية. بالمثل؛ فإن درجات الحرارة الجوية القريبة من 5 درجة مئوية أو أقل يمكن أن تترك جسمك بارداً جداً مما يقلل أيضاً بدوره الرغبة في ممارسة الجنس.
علاقة أشعة الشمس بالرغبة الجنسية
من الجدير بالذكر أن التعرض المباشر لأشعة الشمس في ساعات الشروق والغروب؛ حيث تكون الشمس غير ساطعة ولا تسبب آثارها الجانبية كالحروق وضربات الشمس، يساهم في رفع وتعزيز الرغبة الجنسية وخصوصاً عند الإناث، وذلك عن طريق التأثير على بعض هرمونات الجسم مثل (Melanocyte Stimulating Hormone) حيث أن الوظيفة الأساسية له هي إنتاج صبغة الميلانين عن طريق تحفيز الخلايا المختصة وله تأثير إيجابي على الرغبة الجنسية لدى الإناث كذلك.
معدلات النواقل العصبية والرغبة الجنسية
تعتبر النواقل العصبية هي نواقل مختصة بنقل الإشارات العصبونية من وإلى الدماغ وبين خلايا الدماغ نفسها؛ فلها دور هام في إحساس الجسم وتحديد طبيعة الانفعالات النفسية والعصبية له.
وجد مثلاً أن معدلات النواقل العصبية (كالسيراتونين على سبيل المثال) تنخفض في الطقس الماطر والبارد، وترتفع في الطقس المعتدل نسبياً أو المشمس بشكل عام، وهذا ما ينتج عنه بعض الاضطرابات مثل الأمراض المتعلقة بالطقس مثل الاضطراب العاطفي الفصلي (SAD)؛ وهو اضطراب يتميز بالاكتئاب في الأشهر الباردة التي تغيب أشعة الشمس فيها، هذا من الممكن أن ينعكس سلباً على الرغبة الجنسية ويقللها في هذه الأجواء.
علاقة الجنس بتغير الفصول
وجدت بعض الدراسات الطبية أن الرجال يرغبون بممارسة الجنس بشكل أكبر في فصل الشتاء، حيث أن مستويات هرمون التستوستيرون ترتفع خلال التحول الموسمي من الصيف إلى الخريف والشتاء. والتي ترتبط مع الرغبة الجنسية كذلك، ويعتقد الباحثون أن ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون يحدث إما بسبب انخفاض ضوء النهار أو انخفاض النشاط الاجتماعي، وزيادة الرغبة الجنسية، وارتفاع الخصوبة.
يوجد هناك عامل آخر يؤثر في هذا الموضوع، يتعلق بشكل جسم الأنثى وتغيره بتغير الفصول؛ فانجذاب الذكر لجسم الأنثى في فصل الشتاء يكون أكثر منه في فصل الصيف تبعًا لتغير جسم الأنثى بسبب تغير نسبة هرمون التستستيرون، إلا أن هناك رأي مضاد يعتقد أن فصل الصيف أكثر إثارة بالنسبة للرجل تبعًا لنوع الثياب التي ترتديها النساء في الطقس الحار، حيث تكون الثياب أكثر إثارة لغرائز الرجال.
لا يمكن ببساطة جزم علاقة الرغبة الجنسية بالطقس؛ فالعوامل التي تتدخل في تحديد هذا كثيرة جداً ومعقدة التداخل، وقد يظل الموضوع شخصي إلى حد بعيد؛ يعتمد على تفضيلات الأشخاص.