كتب: أسماء محمد
فقدت مصر أشهر وأكبر منشدي صعيد مصر، الذي حمل لقب “ساقي الأرواح” و”سلطان المنشدين”، وشارك الآلاف في تشييع جنازة الشيخ أحمد التونى مساء أمس، بقرية الحواتكة التابع لمركز منفلوط بأسيوط؛ واستطاع الحصول على هذا اللقب نتيجة أدائه المتميز الذى مكنه من الخروج بالغناء الصوفي من المحلية إلى العالمية.
كان دائماً ما يقول “التونى” إن الموسيقى تجلب الجمهور، وتقرب المعنى، وتطرب النفس، وترقق المشاعر، مشيرًا إلى أن الإنشاد الصوفي يؤدي بدوره إلى نوع من الصفاء والحب والابداع والتشويق.
وبالامعان فى اداء الفقيد ، نجد ان الامر تخطى كونه انشاد ، بل كان يهدف “التونى” خلال الإنشاد والموسيقى الروحية إلى إيصال رسالة التصوّف الإسلامي إلى العالم كله، وكان يعتقد أن التصوف صالح لجميع الأديان وليس حكرًا على المسلمين وحدهم.
حيث الانشاد بشكل فطري قائم بصورة أساسية على الارتجال مما يحفظه من أشعار كبار أئمة التصوف ومنهم: “أبو العزايم وابن الفارض والحلاج..و كان يتبع الشيخ تختاً موسيقياً شرقياً بسيطاً مؤلفاً من “الرق والناي والكمان”.
أحيا “التونى” فى مشوراه الإنشادى ، التراث القديم كما جاء على ألسنة الأولياء والعارفين بالله والسالكين في مدارجهم ومنهم: «الجندي والرفاعي والدسوقي والجيلاني» وغيرهم من أهل الله –على حد تعبيره- وعن الموالد التي تشتهر بها “مصر” والتي يعتبر الشيخ “التوني” نجمها الأول منذ سنواتٍ عديدة؛ قال الشيخ: «ما زال مولد السيد البدوي بمدينة “طنطا” شمالي “مصر” المولد الوحيد الذي يحافظ على تقاليده الأًصلية لا سيما “الدورة” وهي نوع من الحركات تتبع في الحضرات الصوفية ..» ويؤكد الشيخ “التوني” أن مولد السيد “البدوي” هو الأكبر والأشهر في “مصر”.