ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن عودة الحشود العسكرية الروسية من جديد إلى أوكرانيا تثير تساؤلات حول أهداف موسكو هناك.
وقالت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت – “إن رتلا من الدبابات الروسية عبرت الحدود، وعادت أنظمة الأسلحة المعقدة للظهور في شوارع دونستك ولوجانسك بشرق أوكرانيا، مشيرة إلى أن موسكو تصعد من جديد دعمها للمتمردين الموالين لها في دونباس بشرق أوكرانيا”.
وأضافت “وقد تزامت الحشود الروسية، التي تم توثيقها هذا الأسبوع من قبل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وكذلك المراقبين الدوليين، مع استئناف الأعمال القتالية التي تهدد بدورها الاتفاق “الهش” لوقف إطلاق النار المتفق عليه قبل شهرين في مينسك”.
وأوضحت الصحيفة أن البعض يتخوف من أن روسيا تعتزم إقامة منطقة للسيطرة تمتد على طول الطريق إلى شبه جزيرة القرم، لافتة إلى أن هذا المخطط يلوح بشكل كبير في أذهان الكثيرين في الحركة الانفصالية ذاتها، والتي تأوي الرؤى الانتقامية لدولة جديدة يطلق عليها اسم “نوفوروسيا”، وهي منطقة تمتد على طول الطريق على ساحل أوكرانيا على البحر الأسود.
واعتبرت أن وجود اتصال أرضي بمنطقة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في شهر مارس الماضي، من شأنه أن يقدم جائزة استراتيجية ضخمة لموسكو، نظرا لصعوبة إمداد شبه الجزيرة بما تحتاجه بحرا خلال الشتاء وارتفاع تكاليف بناء جسر فوق مضيق “كيرتش”، ولكن بذل جهد عسكري سيكون ضخما أيضا، حسبما ذكر محللون متشككون، وربما سيكون مهمة ضخمة أيضا بالنسبة للثماني كتائب التي تنشرهم روسيا حاليا على الحدود مع أوكرانيا. وفي حكم المؤكد أيضا أن يشعل ذلك فتيل حرب شاملة مع كييف.
وتابعت الصحيفة “أنه في حال بقاء دونتسك ولوجانسك ككيان منفصل يمكن الدفاع عنه، فإنه سيتحتم حينئذ إخراج القوات الأوكرانية من النقاط الرئيسية مثل مطار دونتسك، الذي شهد قتالا ضاريا خلال الأيام الأخيرة، مما يجعل الانفصاليين عرضة لهجوم عسكري أوكراني جديد”.
ونقلت عن كليف كوبشان رئيس مجموعة أوراسيا الاستشارية، قوله “إن المشكلة الحقيقية مع منطقة دونباس الخاضعة لسيطرة المتمردين هي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لا يرغب في دفع ثمن ضمها.. فجل ما تبغاه روسيا هو وجود دويلة قابلة للحياة اقتصاديا على أن تشمل ميناء ماريبول المهم”.
وأوضحت الصحيفة أن الأوكرانيين يتخوفون من هذا السيناريو، وبدأوا في الرد عليه من خلال تعزيز قوة جيشهم هناك في مطلع الشهر الجاري.