قبل عشرة أشهر استقالت عاملة الإغاثة “ديلال سيندي” – التي كانت تعيش في السويد- من وظيفتها وأوقفت دراستها وقررت السفر إلى كردستان العراق لمساعدة الرجال والنساء والأطفال الذين يهربون من مسلحي داعش بعد أن سيطر التنظيم على جبال سنجار.
جذبت “سيندي” انتباه وسائل الإعلام البريطانية والسويدية خلال شهر مايو عندما بدأت في نشر التجارب الصادمة لفتيات يزيديات على صفحتها بموقع انستجرام، فقد عملت مع مَن نجحن في الهروب من قبضة التنظيم الوحشية.
من هي ديلال سيندي؟
فتاة تبلغ من العمر 24 عاما، نصفها سويدي ونصفها الآخر كردي. تركت السويد وتوجهت إلى كردستان كمتطوعة بعدما شن تنظيم داعش هجومه على شمال العراق وسوريا.
وفي حوارها مع “الإندبندنت” تقول “سيندي“: خلال شهر أكتوبر من العام الماضي ،استقلت من وظيفتي وأوقفت دراساتي وتركت شقتي، وعندما انتهيت من كل شيء، قمت بحجز تذكرة إلى كردستان وقبل أسبوع من انطلاق رحلتي كنت على اتصال بمتطوعين آخرين كانوا سوف يستقلون نفس الرحلة متوجهين إلى مدينتي (زاخو)* ، فطلبت إنضمام إلى منظمتهم التي تعرف باسم* ( Kurdish Diaspora)
وتضيف: ” تطوعت مع المنظمة لمدة أسبوعين لمساعدة النازحين في الداخل وتقديم الدعم الجسدي والنفسي والإجتماعي وتوزيع مواد غير غذائية ( ملابس وأحذية وبطانيات). وبعد مُضي تلك الفترة عاد المنظمون إلى السويد لكني آثرت البقاء ولم أستطع أن أغادر، فقد شعر قلبي أن هذا قرار غير صحيح، والآن أنا هنا منذ عشرة أشهر وأشعر أنا هذا أفضل شيء فعلته في حياتي”
من يتلقى المساعدة من سيندي؟
ذكر تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش ، أن مقاتلي تنظيم داعش يرتكبون جرائم اعتداء جنسي وعمليات اغتصاب ممنهجة ومنظمة وواسعة النطاق ضد العديد من الفتيات والسيدات اليزيديات وهي أفعال تُصنف كجرائم ضد الإنسانية.
عملت “سيندي” مع عدد من السيدات والأطفال الأيزيديات الذين هربوا من خاطفيهم بعد أن تم بيعهم بغرض الاستعباد الجنسي، كما عملت أيضا مع عائلات أُجبروا على النزوح من منازلهم، ولدى كل منهم قصصا مروعة يسردها.
تحكي “سيندي” : “معظم النازحين الذين قمت بمساعدتهم كانوا أسرى لدى التنظيم، بعض السيدات ضُربن بالسياط لأنهن رفضن أن يقمن علاقة جنسية مع رجال التنظيم، كما رفضن أن ينظفن جروح هؤلاء الرجال أو الطهي لهم. والبعض منهن مَمن لا يصلحن لإقامة علاقة جنسية تم إجبارهن على العمل في الحقول. معظم السيدات تم اغتصابهن وتعرضن لإساءة جنسية بشكل يومي”
image2-1الإندبنتت
تُكمل “سيندي” : ” قابلت هناك عجوز تبلغ من العمر 84 عاما، أجبرها رجال التنظيم على صناعة الخبز والأرز وكافة وجبات المجاهدين والإعتناء بالأطفال المعاقين داخل التنظيم ،وبعض الرجال أجبروا على الترجمة من العربية إلى الكردية والإنجليزية. أستطيع أن استمر في الحكي لمدة أسبوع عما مر به هؤلاء الناس ولن يكون الأسبوع كافيا”
تشير “سيندي” أنها اقتربت أكثر من سيدات وفتيات أيزيديات كنا يقلقن من فكرة التحدث مع منظمات إغاثة غير حكومية. وتضيف: “إنهن يثقن بي، وأنا أبذل كل جهدي لمساعدتهم بكل طريقة لدي، وإن لم أستطع ، أقوم بإحالتهم إلى منظمات غير حكومية أخرى تعمل في معسكرات أو منشآت هيكلية”
تختتم “سيندي” حديثها قائلة: “إنها وظيفة تحتاج أن أكون على استعداد في أي وقت، لا أحمل مشاعر جياشة ولا أكون هادئة جدا. لا أُفرط في تقديم المساعدة التي تجعل منهم شخصيات متواكلة، بل أقدم لهم المساعدة التي يحتاجونها حتى يستطيعوا إدارة حياتهم اليومية. والأصعب في هذه الوظيفة هو أن تدرك ما مر به هؤلاء الناس وما خلّفته تلك الأحداث المأساوية واللاإنسانية ”
ماذا عن المستقبل؟
تطمح “سيندي” إلى تأسيس منظمة إغاثة خاصة بها ، وهي التي سوف تتيح لها بالبقاء في كردستان، كما تحلم أن تصير يوما اختصاصية بعلم النفس.