لماذا صفعها الريحاني على وجهها ؟ و ما علاقة الملك فاروق بهذا الموقف ؟! ما سر العلقة الساخنة التي اعطتها المطربة فتحية أحمد لزينات صدقي في لبنان ؟ و ما سر دموع زينات صدقي في كواليس مسرح اسماعيل يس ؟!! لنقترب من حياة الفنانة قليلا و نعرف ماذا حدث …
هي فنانة كوميدية لها سحرها الخاص و اداء تفوح منه السعادة و حضور يسعد القلوب و يرسم الضحكات و الابتسامات على الوجوه ..انها ابنة الاسكندرية الفنانة زينات صدقي .الفنانة المحبوبة كانت من الضاحكات الباكيات فهي من الفنانات التي كانت حياتهم مثل قارب يرسو على شاطيء الحزن و الجفاف .فاجأها القدر باول حدث تعس في حياتها و هي وفاة ابيها و كانت طفلة في عامها الثامن . تزوجت و هي في الخامسة عشر عاما من عمرها و لكن سرعان ما حدث الانفصال بعد اقل من عام .
وقعت زينات صدقي في غرام الفن ، و ارادت ان تصقل موهبتها بالالتحاق بمعهد انصار التمثيل و السينما الذي كان يشرف عليه الفنان الراحل زكي طليمات و كان المعهد يعطي راتبا شهريا للملتحقين به و ذلك لتشجيع المواهب .عارضت اسرتها هذا الاتجاه و رفضت عملها بالفن و امام هذا الحصار قررت زينات صدقي الهروب الى الشام و بالتحديد الى لبنان برفقة والدتها و صديقتها خيرية صدقي و بالفعل عملت زينات صدقي بلبنان و ذاقت طعم النجاح و كانت تغني في محلات لبنان و تجوبها شرقا و غربا و شمالا و جنوبا الى ان حدث ما حدث !!!
ذات ليلة دعيت المطربة الشهيرة فتحية احمد في نفس المحل الذي كانت تغني فيه زينات صدقي و كانت فتحية تجلس في الكواليس و اخذت زينات تغني احدث الاغاني لفتحية احمد دون ان تعلم ان صاحبة الاغاني متواجدة في نفس المكان ،و ما ان بدات زينات في غناء الاغنية الثالثة حتى قامت فتحية احمد و ضربتها ضربا مبرحا وسط اندهاش الجمهور و الذي تعالت ضحكاته ، فالمطربة اعتبرت ان زينات تعتدي على حقوقها و ممتلكاتها !!
و تعود زبنات صدقي من لبنان و ترجع الى مصر و تعمل بكازينو بديعة مصابني و يكتشفها الفنان نجيب الريحاني و يضمها الى فرقته و وجد نجيب الريحاني فيها ضالته في اداء دور الفتاة العانس و الفتاة سليطة اللسان . و لكن حدث ذات ليلة !!!
ذات ليلة في عرض مسرحي اخبر الريحاني زينات صدقي بان الملك فاروق سيكون بين الحضور ، فارتجفت زينات و نسيت الكلام الذي تنطق به في الرواية ، فما كان من الريحاني الا ان لطمها على وجهها و هو يذكرها بدورها ، و يقول لها انها لا يجب ان تنظر للحضور مهما كانت مراكزهم ، فاستعادت زينات صدقي ثقتها و انطلقت و قامت بدورها على خير وجه .
انضمت الفنانة زينات صدقي الى فرقة اسماعيل يس ، حيث الانطلاق و النجومية ، و فجاة و بدون مقدمات و قبل عروضها بساعات قليلة ترحل والدتها و التي كانت تلازمها كظلها ، و تأبى زينات ان تمتنع عن ذهابها للمسرح و تقول : “ما ذنب زملائي ليخصم من رواتبهم ليلة عرض ؟ و ما ذنب الجمهور الذي تكبد المشقة و جاء لرؤية العرض ، فهل يعود دون ان يشاهدنا ؟” كانت زينات صدقي تدخل المسرح مرتدية قناع الفنان لتدخل السعادة في قلوب المتفرجين ، و ما ان تدخل غرفتها بالمسرح و تختلي بنفسها ، فتبكي بكاءا شديدا و مع اسدال الستار و في نهاية العرض يأخذها اسماعيل يس ليقول للجمهور ما فعلته زينات و ما تحملته من اجل اسعادهم فظل الجمهور يصفق لها دون توقف لمدة لا تقل عن ربع ساعة .
رصيدا من الابداع الفني المسرحي و السينمائي رصيدا من العطاء و البهجة و السعادة تركته لنا الفنانة الجميلة زينات صدقي و رحلت عن عالمنا في يوم 2 مارس 1978. رحم الله الفنانة الجميلة .