تعرضت طائرة مدينة روسية من نوع “إيرباص 321” التابعة لشركة “كوجاليم أفيا”، للسقوط فى منطقة الحسنة بشمال سيناء، صباح اليوم السبت، وكان على متنها 224 راكبًا.
وأكدت هيئة الطيران الروسية، أن الطائرة أقلعت من مدينة شرم الشيخ فى طريقها إلى مدينة سان بطرسبورج الروسية، فى تمام الساعة 6.21 دقيقة بتوقيت موسكو وفقد الاتصال بها بعد 23 دقيقة من إقلاعها.
رد الفعل من الجانب المصرى
أعلنت الحكومة المصرية عن الحادث بعد التأكد من وقوعه، وألغى المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء المصرى، زيارته إلى مدينة الإسماعيلية، واتجه سريعًا إلى سيناء، برفقة عدد من الوزراء، لتفقد الحادث، وأعطى أوامره بسرعة توجه قوات الدفاع المدنى والإسعاف إلى مكان سقوط الطائرة، والذى حدده، العميد عصام خضر، مدير مركز العمليات وإدارة الأزمات بجنوب سيناء، بأن الطائرة سقطت فى منطقة الحسنة بشمال سيناء.
كما أفادت مصادر رسمية، أن القيادة العسكرية بالجيش الثانى الميدانى، بمحافظة الإسماعيلية، دفعت بعدد من الطائرات، لنقل ضحايا حادث الطائرة الروسية المنكوبة، بمنطقة الحسنة بسيناء.
ولفتت المصادر إلى إعلان حالة التأهب القصوى بجميع مستشفيات محافظة الإسماعيلية، وعلى رأسها مستشفى الجلاء العسكرى.
ودفعت وزارة الصحة والسكان بـ 50 سيارة إسعاف، بالإضافة للإسعاف الطائر متجهة إلى بشمال سيناء، لمكان سقوط الطائرة المدنية الروسية والتى بدأت بالفعل فى نقل الجثث، التى وصل عددها حتى الآن 100 جثة، من بينهم 5 أطفال، تم استخراجهم من حطام الطائرة، وبمرور الوقت تم استخراج 120 جثة آخرى، وتم نقل جزء منهم إلى مطار كبريت بالسويس، والبعض الأخر لمطار القاهرة الدولى.
وقرر النائب العام المصرى، تكليف فريق من نيابة شمال سيناء بالإنتقال لموقع الحادث، والتى وصلت بالفعل وقررت التحفظ على الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة، بالإضافة لفتح تحقيقات موسعة حول سبب سقوط الطائرة.
الرئاسة المصرية تقدم تعازيها فى بيان رسمى
ومن جانبه قدم الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى خالص تعازيه للرئيس الروسى فلاديمر بوتين، وأهالى ضحايا الطائرة الروسية المحطمة، وجاء تعازيه فى بيان رسمى صدر من مؤسسة الرئاسة جاء فيه الأتى: “تتقدم رئاسة الجمهورية بخالص التعازى لدولة روسيا الاتحادية الصديقة، قيادة وحكومة وشعباً، ولأسر ضحايا حادث سقوط طائرة الركاب الروسية بالقرب من مدينة الحسنة جنوبى العريش فى سيناء”.
وأضاف البيان أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يتابع منذ عودته إلى أرض الوطن، التطورات المتعلقة بهذا الحادث الأليم، حيث أجرى سيادته عدة اتصالات مع كبار المسؤولين، وعلى رأسهم المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، الذى توجه وعدد من الوزراء إلى موقع الحادث.
وأوضح البيان أن الرئيس “وجه بأهمية قيام لجنة التحقيق التى شكلتها وزارة الطيران المدنى، بإنجاز مهمتها بشكل جاد وسريع، للوقوف على ملابسات الحادث، والتعرف على الأسباب التى أدت إلى سقوط الطائرة، بالإضافة إلى مواصلة التنسيق مع السلطات الروسية المعنية بهذا الشأن”.
وأشار البيان إلى أن “رئاسة الجمهورية تتابع عن كثب تطورات الموقف مع مجموعة العمل المعنية بإدارة الأزمة، والتي يرأسها رئيس مجلس الوزراء وتضم وزراء الطيران المدنى، والسياحة، والداخلية، والتضامن الاجتماعي، والصحة والسكان، والتنمية المحلية، بالإضافة إلى ممثلين عن الدفاع، والخارجية، كما تتلقى رئاسة الجمهورية تقارير دورية فى هذا الصدد للتعرف على كافة المستجدات”.
رد الفعل الروسى
وفى الجانب الروسى، كشف المكتب الصحفى لوزارة الطوارئ الروسية، أنهم تلقوا تعليمات من الرئيسفلاديمير بوتين، بتشكيل وإرسال فريق عمل وإنقاذ، بقيادة دميترى ميدفيديف، رئيس الوزراء، لمتابعة سقوط الطائرة الروسية فى سيناء.
كما أعلنت السلطات الروسية، الحداد لمدة يوم على ضحايا الطائرة المحطمة فى سيناء، بالإضافة لفتح تحقيقات مع الشركة مالكة الطائرة التى سقطت فى سيناء.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية، أن أكبر لجنة تحقيق فى روسيا فتحت قضية جنائية مع شركة “كوجاليمافيا” للطيران، موضحة أن اللجنة فتحت القضية استنادًا إلى مادة قانونية تخص “انتهاك قواعد رحلات الطيران والإعداد لها”.
وقال المتحدث باسم اللجنة فلاديمير ماركين، إن “القضية تستند للمادة 263 من القانون الجنائى، والتى تخص انتهاك قواعد سلامة الحركة واستغلال وسائل النقل الجوى أو البحرى”.
وأضاف “ماركين”، أنه تم تشكيل فريق من المحققين والخبراء المختصين، والذى ستوجه إلى مصر، للعمل مع الأجهزة المختصة، وفقا لمعايير القانون القومى والدولى.
تحليل مشهد السقوط
قال أحد ضباط الإنقاذ المصريين، الموجودين فى مكان الحادث، إن المشهد مأساوى، حيث إن هناك الكثير من القتلى على الأرض.
وأكد الضابط أن الطائرة انشطرت إلى نصفين، جزء صغير هو نهاية الذيل، الذى أحرق بالكامل، والجزء الأكبر الذى اصطدمت بصخرة، وتم استخراج 100 جثة على الأقل، ويحاول فريق الإنقاذ الدخول والعثور على ناجين، خصوصا بعد سماع أصوات أشخاص يتألمون فى الداخل.
عمر الطائرة الروسية المنكوبة تجاوز الـ 18 عامًا
طائرة A-321 التابعة لشركة الطيران الروسية “كوجولمآفيا” أجرت تحليقها الأول منذ 18.5 عامًا، وخاضت رحلتها الأولى فى 9 مايو 1997.
وقبل أن تقتنيها “كوجاليم أفيا” كانت الطائرة التى تحمل الرقم 663 تابعة لشركات طيران “شام آيرلاينز” السورية و MEA اللبنانية والتركية Onur Air والسعودية Saudi Arabian Airlines.
أهم ضحايا الطائرة الروسية
أكدت مواقع روسية أن ألكسندر كوبيلوف، نائب رئيس بوسكوف، ظهر فى قائمة المسافرين على تلك الرحلة، وكان برفقته زوجته إيلينا ميلنيكوفا، رئيس قسم شؤون الموظفين فى مجلس الدوما.
وأكدت المواقع أن هواتف الزوجين تم فصلها، وفقد الاتصال بهما، مشيرة إلى أن ألكسندر وزوجته كانا علم متن الطائرة، مضيفة “لقد تعرضنا لخسارة كبيرة”.
ألكسندر كوبيلوف نائب رئيس بوسكوف
اتفاق مصرى روسى على رفض إسرائيل
رفضت مصر وموسكو المساعدات التى عرضتها إسرائيل للمشاركة فى عمليات البحث عن الطائرة الروسية المنكوبة.
وأوضحت صحيفة “يديعون أحرونوت” الإسرائيلية أن مصر أكدت لإسرائيل أن مساعدتها لن تكون ضرورية، بسبب وجود فرق الإنقاذ والبحث المصرية فى مكان الحادث.
كانت إسرائيل قد عرضت إرسال طائرات استطلاع للبحث عن موقع سقوط الطائرة فى سيناء، كما عرضت على موسكو المساعدة فى عمليات الإنقاذ.
أكذوبة «داعش»
نشر تنظيم داعش الإرهابى، فيديو قديم لإسقاط طائرة فى أفغانستان عام 2013، زاعماً أنه لعملية إسقاط الطائرة الروسية بسيناء صباح اليوم.
وتداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى الفيديو بصورة مُكثفة خلال الساعات القليلة الماضية.
من جهة أخرى، نفت مصادر أمنية فى تصريحات خاصة لـ”مبتدا”، صحة الفيديو المزعوم، مؤكدة أنه لحادث قديم فى أفغانستان منذ 2013، مُشيرين إلى أن قائد الطائرة أرسل بالفعل استغاثة عاجلة لمطار شرم الشيخ تُفيد بوجود عطل فنى بمحركات الطائرة.
وأوضحت المصادر، أن استهداف الطائرة بصاروخ يستحيل معه إتاحة الفرصة لقائد الطائرة لإرسال استغاثة، مُشددة على أن الطائرة انشطرت إلى نصفين عقب سقوطها فوق إحدى الصخور الجبلية، ولم يكن هناك حريق سوى فى جزء الذيل فقط، وإذا كانت قد تعرضت للاستهداف بصاروخ لكانت احترقت بالكامل قبل وصولها إلى الأرض.