قال الرئيس عبد الفتاح السيسى عن التدخل العسكرى لحلف الناتو ضد داعش فى ليبيا: إن الوضع الفوضوى فى ليبيا ممتد ومستمر، وأنه أينما وُجد التطرف واستوطن دون مقاومته، فإن الوضع يزداد سوءًا.
التدخل الخارجى فى ليبيا لن يفيد وحده دون الحلول الداخلية
حذرنا فرنسا منذ عامين من الإرهاب لكنها لم تستجيب
موقفنا ثابت من سوريا: الحل السلمى
وتساءل السيسى: كيف نلجأ لحلف الناتو دون اللجوء لكل الحلول الداخلية فى ليبيا؟ وهل سيساعد الجيش الليبى فى ذلك؟ وهل يمكن رفع الحظر على الأسلحة فى ليبيا حتى يتمكن الجيش من امتلاك الوسائل لفرض سلطات الدولة؟ وكانت إجابته على الأسئلة السابقة بالنفى.
وأضاف الرئيس فى حوار حصرى مع مجلة “جون أفريك” الفرنسية، أنه منذ سنتين أكد أهمية مساعدة الجيش الليبى، وأنه لولا ذلك لاختلف الوضع تمامًا، مؤكدا أنه لا يمكن التدخل عسكريًا فى ليبيا طالما لم نفحص كل الحلول الممكنة.
وردًا على تدخل مصر عسكريًا فى ليبيا ضد داعش، وعن مدى جاهزية مصر لذلك، قال السيسى إن مصر فعلت ما يجب لمنع المقاتلين المتطرفين من سوريا والعراق دخول ليبيا، وأنه يجب الوصول لحلول تجفف منابع تمويل ودعم الإرهاب، وأن تصويت مجلس الأمن على قرار فيما يخص ذلك سيحسن الوضع.
السيسى أكد اعترافه بالجيش الليبى الوطنى بقيادة خليفة حفتر، وبالحكومة الشرعية الموجودة فى طبرق، وقال إن النزاع بين القوتين المتنافستين فى ليبيا هو أمر داخلى.
الرئيس استرجع تدخل حلف الناتو فى ليبيا وإسقاطه نظام القذافى، وقال إنه كان يجب بعد ذلك استرداد مؤسسات الدولة ودعم الجيش، ولكن ذلك لم يحدث، وتُرك الشعب الليبى رهينة للعصابات المتطرفة، التى أصبحت تهدد العالم كله.
فى الوقت نفسه، رأى الرئيس أن التحالف الدولى نتائجه لم تكن على المستوى المطلوب، معربا عن أسفه حيال ذلك.
وتعليقًا على الهجمات الإرهابية التى شهدتها فرنسا مؤخرا، وما قاله بعدها أن باريس أخيرًا ستفهم خطورة الوضع، قال السيسى إننا نحب الشعب الفرنسى، ولم نتمنى حدوث ذلك بتلك الطريقة، ولكننا حذرنا أصدقاءنا منذ عامين من وصول المقاتلين من سوريا والعراق عاجلًا أم آجلًا فى أوطانهم لتنفيذ هجمات إرهابية.
وحول الوضع فى سوريا، قال السيسى إن مصر دائمًا لديها موقف ثابت حيال سوريا، وتنادى بالحل السلمى لحل الصراع، وإنها دافعت دائمًا عن وحدة الأقاليم فى سوريا، ووقفت ضد انهيار المؤسسات، لكن إعادة بناء تلك الدولة سيحتاج لمئات المليارات.
وتعليقًا على بشار الأسد، قال إنه لا يريد أن يشخصن الأزمة، وإن الأزمة أُهملت لفترة طويلة حتى تعقد الأمر كثيرًا، وإنه إن تمكنا من إيجاد الحل منذ عامين لما وصلنا إلى هنا.
حوار الرئيس مع المجلة الفرنسية تناول عدة نقاط أبرزها قضايا الإرهاب والتدخل العسكرى فى ليبيا، والأحكام القضائية فى مصر، وبشار الأسد وحقوق الإنسان، والإخوان المسلمين.