أكد الدكتور خالد شوكات، المتحدث باسم الحكومة التونسية وزير الشؤون البرلمانية، أن تونس حريصة أن تظل مصر قوية.
وقال «شوكات»، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن «تونس لن تزاحم مصر في موقعها أو مكانتها، وبالتالي لا يمكن أن نزاحم مصر في الجامعة العربية، ونريد أن تكون مصر قوية لأن العالم العربى يكون قويًا إذا كانت مصر قوية، ويضعف إذا ضعفت، وهو ما يدفعنا إلى دعم رؤية مصر دائمًا التي تساعدها على أن تظل قوية وتحتفظ بمكانتها التي تساعد الدول العربية على أن تكون أقوى».
وأشار إلى أن مصر تشكل بالنسبة له طبيعة خاصة لأنها أكثر الدول التي قام بزيارتها خلال حياته، مضيفًا أنه تربى على الفن المصري والثقافة المصرية وهي التي شكلت وجدانه وثقافته الشخصية وبالنسبة للتونسيين بصفة عامة.
وشدد على أن وجهات النظر التونسية والمصرية متوافقة في القضايا المشتركة، خاصة في الحرب على الإرهاب ومحاربة تنظيم داعش.
وأضاف المتحدث أن النخب في تونس مثلها مثل باقي الدول العربية وهي تسعى إلى بناء دولة متقدمة ومتميزة، لافتًا إلى أن هناك العديد من الضغوطات التي تعاني منها تونس نظرًا لأن التطوير السياسي الذي حدث منذ العام ٢٠١١ اصطدم بقوة بأزمات اقتصادية عنيفة في العالم أجمع، بالإضافة إلى التحدي الإرهابى الذي ينفذه الجيل الثالث من الجماعات الإرهابية الدموية.
وأكد «شوكات» أن الجماعات الإرهابية لم تجد دولة حاضنة لها في الدول العربية، وهو ما يدفع إلى مقاومتهم وعدم توافقهم مع المجتمعات العربية والشعوب، مشيرًا إلى أنه لا يوجد لدى تونس تاريخ ديمقراطي وبالتالي فالتحدي في تونس تاريخي وجغرافي نظرًا للدول المتوترة وغير المستقرة على الحدود التونسية، على حد قوله.
وأوضح أن التونسيين كانوا يتوقعون تمامًا زوال حكم الإخوان من مصر كما أن الإخوان في تونس اكتسبوا خبرة مما حدث لهم إبان حكم الرئيس الأسبق بن على، والذين قبعوا في السجون لقرابة العشرين عامًا وهو ما جعلهم يدركون معنى الصدام مع الدولة.
وأشار إلى أن الرئيس الباجي قايد السبسي كان أول من يطالب بالإصلاح في تونس إبان حكم الحبيب بورقيبة، وتم طرده من الحزب للمطالبة بالتحول الديمقراطي وضرورة الإصلاح وكانت حينها أول محاولة للانفتاح على الإعلام والتعدد الحزبي وغيرها من إصلاحات طالب بها الشعب التونسي.
وأكد أن التحرك الإسلامي في القطاع الاقتصادي يخضع لمراقبة ومتابعة الحكومة التونسية، مستبعدًا أن يكون التحرك الإسلامي الاقتصادي نحو السيطرة الاقتصادية على تونس.
وقال إن الانتخابات التونسية شهد لها الجميع بديمقراطيتها، وهو ما يساعد على التحرك نحو التنمية التي تساعد على القضاء على أي تطرف أو عنف في البلاد، مؤكدًا أن الشعب التونسي لا يقبل على الإطلاق العودة إلى الحكم الفردي الديكتاتوري.
وأكد أن تونس انتصرت على الإخوان لأن الحياة الحزبية تم تشكيلها على أسس أربعة «الوطن والدين والحريّة والعدالة»، والشعب التونسي قام بتغليب التيار الوطني على الدين لأنه يضمن الحرية والعدالة مع عدم المساس بالدِّين وبالتالي هو يتفق مع توجه الشعب التونسي.
وتابع: «من يخرج عن السرب مهما كان الضجيج الذي يحدثه لن يؤثر على المسيرة الديمقراطية وهو ما وضح بجلاء في استطلاعات الرأى الأخيرة التي تم تنفيذها، وهو ما ساعد نداء تونس على استمرار النجاح في الشارع التونسي والدفع بتحويل حركة نداء تونس إلى حزب سياسي».