فى قديم الزمان كان هناك ملك يعيش مع زوجته حياة هادئة، وقد رزقهم الله عز و جل بطفلة آية فى الجمال شديدة البياض لدرجة أن أطلقوا عليها بياض الثلج.
وبينما كانت بياض الثلج فتاة صغيرة؛ أصيبت والدتها الملكة بداء نادر توفيت على أثره.
وبعدها أراد والدها أن يتزوج بملكة أخرى حتى يأتى بأم بديلة لبياض الثلج، فتزوج الملك بامرأة جميلة جدا لكنها كانت شريرة ومغرورة جدا.
وكان لهذه الملكة مرآة سحرية علقتها على جدران غرفتها، وكانت كلما نظرت إليها سألتها من هى أجمل سيدة على وجه الأرض؟ فكانت المرآة تجيبا فى كل مرة: أنت أجملهن على الإطلاق، لكننى أقسم أن بياض الثلج أكثر جمالا وفتنة منك.
حينها كانت الملكة تشتعل غضبا.. ونظرا لحقدها وغرورها فكرت فى قتل بياض الثلج للتخلص منها.
فطلبت من الصياد أن يأخذها إلى الغابة حتى يتخلص منها بعيدا عن المملكة.
أخذها الصياد بالفعل، فتوسلت له بياض الثلج أن يتركها وشأنها فرق قلب الصياد واستجاب لطلبها، وركضت فارة تجاه الغابة حتى وجدت كوخا صغيرا فدخلته ووجدت به سبعة أقزام روت لهم قصتها وعرضت عليهم أن تعيش معهم فى الخوج الصغير مقابل أن تنظف لهم الكوخ يوميا وتحضر لهم الطعام.
وقد فرح الأقزام كثيرا بهذا الاقتراح ووافقوا على الفور.
و بعدها عاد الصياد للمملكة، وظنت الملكة أن بياض الثلج قد ماتت، فوقفت أمام مرآتها السحرية وسألتها من جديد من هى أجمل نساء الكون؟ فأجابت المرآة: أيتها الملكة أنتِ بارعة الجمال ولكننى يجب أن أقول الحقيقة؛ بياض الثلج أجمل منك وهى أجمل النساء على الإطلاق، وهى لا تزال حية تعيش فى كوخ صغير فى الغابة.
صعقت الملكة من جواب المرآة السحرية وأقسمت على الانتقام من بياض الثلج. وهكذا ذهبت الملكة إلى كوخ الأقزام السبعة وحاولت أكثر من مرة أن تقتلها، ولكن فى كل مرة كان الأقزام يقومون بالدفاع عنها وإنقاذها على الفور.
وفى المرة الأخيرة تنكرت الملكة فى زى امرأة عجوز بائعة تفاح ووضعت لها تفاحة مسمومة وأقنعت بياض الثلج أن هذه التفاحة سوف تمنحها الخلود والسعادة والحب.
وهكذا أكلت بياض الثلج التفاحة، فسقطت على الفور فاقدة الوعى، وقد ظن الأقزام أنها قد ماتت، وحزنوا عليها حزنا شديدا ووضعوها فى تابوت زجاجى كبير.
وفى يوم من الأيام جاء ابن أحد الملوك وقد ضل طريقة فى الغابة حتى وجد الكوخ، وعندما نظر إلى التابوت ووجد بياض الثلج نائمة لم يستطع أن يرفع عينيه عن تلك الجميلة الموجودة بداخله، وطلب من الأقزام السبعة أن يعطوة التابوت فحملوه له.
إلا أنهم أثناء حمله تعثروا بجذع شجرة، فاهتز التابوت وخرجت قطعة التفاح من فم بياض الثلج وفتحت عينيها ورفعت غطاء التابوت وصاحت أين أنا؟
اندهش الجميع عندما علم أن بياض الثلج لا تزال على قيد الحياة، وفرح الأقزام كثيرا، وأحب الأمير بياض الثلج وطلب يدها من والدها الملك، وتزوجها وعاشا بسعادة وهناء.