على الرغم مما ألحقه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعشرات الآلاف من جنود الجيش التركي، خلال 3 أيام من محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت الجمعة الماضية، إلا أنه حاول إظهار وجه آخر يخفيه خلال تشييع بعض الضحايا الذين سقطوا خلال الأيام الماضية.
وبعد ساعات من التهديد والوعيد، ودعوة أنصاره للبقاء في الميادين، انهمرت دموع الرئيس التركي حيث توعد بتطهير كل مؤسسات الدولة من أنصار عدوه التاريخي فتح الله كولن، وتهديده بإعلان الحرب على الولايات المتحدة إذا لم تسلمه كولن، وهو ما رفضته واشنطن حيث طالبته بتقديم أدلة ووثائق تثبت تورط زعيم حركة خدمة في تدبير الانقلاب.
وبدا الحزن على ملامح أردوغان خلال صلاة الجنازة على صديقه أرول أوساك وابنه الذي يبلغ من العمر 16 عاما خلال الاشتباكات التي وقعت على جسر البوسفور.
وبعد بكاء الرئيس التركي خلال جنازة المدنيين، حيث كان بين القتلى شقيق صديقه أيضا إيلهان فارانك، هتقت الحشود “جولن سوف يأتى ويدفع الثمن”، و”الله أكبر”، “نريد عقوبة الإعدام”.
وفي الوقت ذاته، نشر موقع “سي إن إن تورك” صورة لرئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، وهي يبكي حين استعاد مقولة حفيده: “هل هؤلاء جنودنا لماذا يقتلون الناس”، وذلك في إشارة إلى الانقلاب العسكري الفاشل الذي قام به بعض جنود الجيش التركي مساء الجمعة الماضية.
وأشار يلدريم، خلال ظهوره على شاشة التليفزيون، إلى ارتفاع أعداد القتلى إلى 208 أشخاص بينهم 145 مدنيا و60 شرطيا و3 من جنود الجيش. وادعى يلدريم أن القوات المسلحة “قرة أعينا”، وذلك في الوقت الذي تم نشر صور إهانة الجنود وكبار الجنرالات في الجيش التركي.
وكان رئيس الحكومة التركية قد أعلن في وقت سابق أنه تم اعتقال حوالي 9 آلاف شخص بسبب مشاركتهم في الانقلاب. كما أعلنت الداخلية التركية إعفاء حوالي 8 آخرين من مناصبهم من بينهم 30 حاكما إقليميا وأكثر من 50 من كبار الموظفين.